×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ كُلُّهَا مَشْرُوعَةٌ، لاَ يُنَازِعُ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالإِْيمَانِ.

وَدِينُ الإِْسْلاَمِ مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ وَهُمَا: تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ: وَأَوَّلُ ذَلِكَ أَلاَّ تَجْعَلَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ، فَلاَ تُحِبُّ مَخْلُوقًا كَمَا تُحِبُّ اللَّهَ، وَلاَ تَرْجُوهُ كَمَا تَرْجُو اللَّهَ، وَلاَ تَخْشَاهُ كَمَا تَخْشَى اللَّهَ، وَمَنْ سَوَّى بَيْنَ الْمَخْلُوقِ وَالْخَالِقِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ عَدَلَ بِاللَّهِ، وَهُوَ مِنْ الَّذِينَ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، وَقَدْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ، وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ يَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ؛ فَإِنَّ مُشْرِكِي الْعَرَبِ كَانُوا مُقِرِّينَ بِأَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ كَمَا قال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ [لقمان: 25].

****

الشرح

قوله: «لاَ يُنَازِعُ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالإِْيمَانِ»؛ لأنها موافقة للكتاب والسنة.

قوله: «وَدِينُ الإِْسْلاَمِ مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ»، الأصل الأول: «تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» أي: الإخلاص لله عز وجل بالعبادة، وذلك معنى شهادة أن لا إله إلا الله؛ أي: لا معبود إلا الله سبحانه وتعالى، أما الذي يدعو الله ويدعو غيره معه، فهذا مشرك، ولا ينفعه دعاؤه لله؛ لأنه أفسده بالشرك، فليس «شَهَادَة أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» مجرد لفظ يقال؛ وإنما هو لفظ ومعنى، ومقتضى اللفظ: أن تتلفظ بالشهادتين، ولا يكفي أن تضمر ذلك في نفسك وقلبك، والمعنى: لا معبود بحقٍّ إلا الله، فلا تعبد مع الله غيره،


الشرح