فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ
أَنْوَاعٍ كُلُّهَا مَشْرُوعَةٌ، لاَ يُنَازِعُ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ
الْعِلْمِ وَالإِْيمَانِ.
وَدِينُ
الإِْسْلاَمِ مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ وَهُمَا: تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لاَ
إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ: وَأَوَّلُ ذَلِكَ أَلاَّ
تَجْعَلَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ، فَلاَ تُحِبُّ مَخْلُوقًا كَمَا تُحِبُّ
اللَّهَ، وَلاَ تَرْجُوهُ كَمَا تَرْجُو اللَّهَ، وَلاَ تَخْشَاهُ كَمَا تَخْشَى
اللَّهَ، وَمَنْ سَوَّى بَيْنَ الْمَخْلُوقِ وَالْخَالِقِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ
فَقَدْ عَدَلَ بِاللَّهِ، وَهُوَ مِنْ الَّذِينَ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، وَقَدْ
جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ، وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ يَعْتَقِدُ أَنَّ
اللَّهَ وَحْدَهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ؛ فَإِنَّ مُشْرِكِي الْعَرَبِ
كَانُوا مُقِرِّينَ بِأَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ
كَمَا قال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم
مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ﴾ [لقمان: 25].
****
الشرح
قوله: «لاَ يُنَازِعُ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا أَحَدٌ
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالإِْيمَانِ»؛ لأنها موافقة للكتاب والسنة.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد