وَمَعْلُومٌ أَنَّ سُؤَالَ
اللَّهِ بِالْمَخْلُوقَاتِ لَيْسَ هُوَ مَشْرُوعًا، كَمَا أَنَّ الإِْقْسَامَ
بِهَا لَيْسَ مَشْرُوعًا، بَلْ هُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. فَكَمَا أَنَّهُ لاَ
يَسُوغُ لأَِحَدٍ أَنْ يَحْلِفَ بِمَخْلُوقٍ، فَلاَ يَحْلِفُ عَلَى اللَّهِ
بِمَخْلُوقٍ وَلاَ يَسْأَلُهُ بِنَفْسِ مَخْلُوقٍ؛ وَإِنَّمَا يَسْأَلُ
بِالأَْسْبَابِ الَّتِي تُنَاسِبُ إجَابَةَ الدُّعَاءِ كَمَا تَقَدَّمَ
تَفْصِيلُهُ.
****
الشرح
قوله: «وَمَعْلُومٌ أَنَّ سُؤَالَ اللَّهِ
بِالْمَخْلُوقَاتِ لَيْسَ هُوَ مَشْرُوعًا، كَمَا أَنَّ الإِْقْسَامَ بِهَا لَيْسَ
مَشْرُوعًا»، مجرد السؤال بها ليس مشروعًا، فمن باب أولى الإقسام بها على
الله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلف بغير الله.
قوله: «بَلْ هُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ» لقوله صلى
الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ حَالِفًا
فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ
فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([2]).
قوله: «فَكَمَا أَنَّهُ لاَ يَسُوغُ لأَِحَدٍ أَنْ
يَحْلِفَ بِمَخْلُوقٍ»، إذا كان الحلف بين الناس بعضهم على بعض بالمخلوق
محرمًا وشركًا كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بالحلف على الله بمخلوق من
مخلوقاته؟ هذا من باب أولى لا يجوز، وكذلك السؤال به من باب التوسط به، ومظنة أنه
يستجاب الدعاء بواسطته هو بدعة لا يجوز.
قوله: «فَلاَ يَحْلِفُ عَلَى اللَّهِ بِمَخْلُوقٍ، وَلاَ يَسْأَلُهُ بِنَفْسِ مَخْلُوقٍ»، لا يسأله بالمخلوق من باب الإقسام، ولا من باب السؤال به.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2679)، ومسلم رقم (1646).
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد