×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَقَدْ قَالَ الْخَلِيلُ عليه السلام: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦ [إبراهيم: 35- 36]، كَمَا قَالَ نُوحٌ عليه السلام.

وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَجَرَ لاَ يُضِلُّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ إلاَّ بِسَبَبٍ اقْتَضَى ضَلاَلَهُمْ.

وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ عُبَّادِ الأَْصْنَامِ يَعْتَقِدُ أَنَّهَا خَلَقَتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ، بَلْ إنَّمَا كَانُوا يَتَّخِذُونَهَا شُفَعَاءَ وَوَسَائِطَ لأَِسْبَابٍ: مِنْهُمْ مَنْ صَوَّرَهَا عَلَى صُوَرِ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا تَمَاثِيلَ وَطَلاَسِمَ لِلْكَوَاكِبِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا لأَِجْلِ الْجِنِّ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا لأَِجْلِ الْمَلاَئِكَةِ.

****

الشرح

قوله: «وَقَدْ قَالَ الْخَلِيلُ عليه السلام: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦. إبراهيم عليه السلام خاف على نفسه من الشرك بسبب أن كثيرًا من الناس ضلوا بسبب الأصنام التي يستخدمها الشياطين لإضلال الناس، فخاف على نفسه وبنيه، فدعا الله أن يجنبه وبنيه الأصنام؛ لأن الفتنة عظيمة، وإذا حصلت الفتنة قلَّ من ينجو منها، والإنسان لا يزكي نفسه. وقد قال نوح عليه السلام: ﴿وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ [نوح: 24] مثل قول الخليل: ﴿أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ [إبراهيم: 36] قوله: «وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَجَرَ لاَ يُضِلُّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ إلاَّ بِسَبَبٍ اقْتَضَى ضَلاَلَهُمْ». الحجر نفسه لا يضل الناس؛ لأنه جماد، إنما الذي أضل


الشرح