لَكِنَّ الْغَالِبَ عَلَى مَا ذَكَرَهُ فِي الْمَوْضُوعَاتِ أَنَّهُ
بَاطِلٌ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ.
****
الشرح
قوله: «وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ ظَنَّ أَنَّ
تَوَسُّلَ الصَّحَابَةِ بِهِ كَانَ بِمَعْنَى أَنَّهُمْ يُقْسِمُونَ بِهِ
وَيَسْأَلُونَ بِهِ». بعض الناس يظنون أن التوسل بالرسول معناه التوسل بذاته
صلى الله عليه وسلم، وهذا أمرٌ باطلٌ؛ لأنَّ التوسل بالمخلوق إلى الخالق إقسام،
وحلف على الله بالمخلوق؛ لأنَّ الباء باء القسم، فإذا قلت: أسألك بنبيك، أو
بفلانٍ؛ أَيْ: أُقسم عليك يا الله بعبدكَ فلان، وهذا من سوء الأدب مع الله سبحانه
وتعالى، فالمخلوق لا يحلف به مطلقًا لا بين الخلق، ولا مع الله؛ قال صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ
كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([1])، سواء حلفت به على
الله أو حلفت به على الناس، لا يجوز الحلف بالمخلوق. فهم يقولون: إن المراد
بالتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم ليس التوسل بدعائه، بل التوسل بذاته، وهذا أمر
باطل؛ معناه الإقسام على الله بمخلوقٍ، وهو لا يجوز.
ولما قيل لهم:
التوسل بدعائه جائز في حياته، وأما بعد موته فلا يجوز عدلوا إلى طريق آخر، وقالوا:
المقصود التوسل بذاته، ولا فرق بين حياته وموته. نقول لهم: هذا أمر باطل؛ لأنه لا
يُسأل الله بمخلوق أبدًا.
قوله: «فَظَنَّ هَذَا مَشْرُوعًا مُطْلَقًا لِكُلِّ
أَحَدٍ فِي حَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ»، وهذا غلط.
«وَظَنُّوا أَنَّ هَذَا مَشْرُوعٌ فِي حَقِّ الأَْنْبِيَاءِ وَالْمَلاَئِكَةِ، بَلْ وَفِي الصَّالِحِينَ، وَفِي مَنْ يُظَنُّ فِيهِم الصَّلاَحُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَالِحًا فِي نَفْسِ الأَْمْرِ». إذا كان المراد بالتوسل: التوسل بذات، فلا فرق بين الحي
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3251)، والترمذي رقم (1535)، وأحمد رقم (6072).
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد