فَلَهُ صلى الله عليه وسلم
شَفَاعَاتٌ يَخْتَصُّ بِهَا لاَ يَشْرَكُهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَشَفَاعَاتٌ
يَشْرَكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، لَكِنْ مَا لَهُ
فِيهَا أَفْضَلُ مِمَّا لِغَيْرِهِ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْخَلْقِ وَأَكْرَمُهُمْ
عَلَى رَبِّهِ عز وجل، وَلَهُ مِنَ الْفَضَائِلِ الَّتِي مَيَّزَهُ اللَّهُ بِهَا
عَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ مَا يَضِيقُ هَذَا الْمَوْضِعُ عَنْ بَسْطِهِ، وَمِنْ
ذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الأَْوَّلُونَ والآخرونَ.
وَأَحَادِيثُ
الشَّفَاعَةِ كَثِيرَةٌ مُتَوَاتِرَةٌ مِنْهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَحَادِيثُ
مُتَعَدِّدَةٌ وَفِي السُّنَنِ وَالْمَسَانِدِ مِمَّا يَكْثُرُ عَدَدُهُ.
وَأَمَّا
الْوَعِيدِيَّةُ مِنَ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ فَزَعَمُوا أَنَّ الشَّفَاعَةَ
إنَّمَا هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً فِي رَفْعِ بَعْضِ الدَّرَجَاتِ،
وَبَعْضُهُمْ أَنْكَرَ الشَّفَاعَةَ مُطْلَقًا. وَأَجْمَعَوا عَلَى أَنَّ
الصَّحَابَةَ كَانُوا يَسْتَشْفِعُونَ بِهِ وَيَتَوَسَّلُونَ بِهِ فِي حَيَاتِهِ
بِحَضْرَتِهِ.
****
الشرح
قوله: «فَلَهُ صلى الله عليه وسلم شَفَاعَاتٌ
يَخْتَصُّ بِهَا لاَ يَشْرَكُهُ فِيهَا أَحَدٌ»، هناك أنواع من الشفاعات تختص
بالنبي صلى الله عليه وسلم، كالشفاعة العظمى، فهذه لا يشاركه فيها أحد، وشفاعته في
أهل الجنة أن يدخلوها، وشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب، هذه شفاعة
خاصة لا يشارك فيها. وأما بقية الشفاعات كالشفاعة في أصحاب الكبائر من أمة محمد
صلى الله عليه وسلم، فهذه مشتركة، يشفع الرسول، والأولياء، والصالحون، والأطفال
الذين هم الأفراط.
قوله: «لَكِنْ مَا لَهُ فِيهَا أَفْضَلُ مِمَّا
لِغَيْرِهِ». الشفاعة المشتركة له منها أفضل من غيره، فهو أفضل الشفعاء صلى
الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد