فصل
****
وَإِذَا تَبَيَّنَ
مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ، وَمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ فِي
حَقِّ أَشْرَفِ الْخَلْقِ وَأَكْرَمِهِمْ عَلَى اللَّهِ عز وجل وَسَيِّدِ وَلَدِ
آدَمَ وَخَاتَمِ الرُّسُلِ وَالنَّبِيِّينَ، وَأَفْضَلِ الأَْوَّلِينَ والآخرين
وَأَرْفَعِ الشُّفَعَاءِ مَنْزِلَةً وَأَعْظَمِهِمْ جَاهًا عِنْدَ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتعالى، تَبَيَّنَ أَنَّ مَنْ دُونَهُ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ
وَالصَّالِحِينَ أَوْلَى بِأَلاَّ يُشْرَكَ بِهِ وَلاَ يُتَّخَذَ قَبْرُهُ وَثَنًا
يُعْبَدُ، وَلاَ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللَّهِ، لاَ فِي حَيَاتِهِ وَلاَ فِي
مَمَاتِهِ.
وَلاَ يَجُوزُ
لأَِحَدٍ أَنْ يَسْتَغِيثَ بِأَحَدٍ مِنَ الْمَشَايِخِ الْغَائِبِينَ وَلاَ
الْمَيِّتِينَ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: يَا سَيِّدِي فُلاَنًا، أَغِثْنِي
وَانْصُرْنِي وَادْفَعْ عَنِّي، أَوْ أَنَا فِي حَسْبِك وَنَحْو ذَلِكَ.
****
الشرح
كل هذه أوصاف الرسول
صلى الله عليه وسلم، وقد تبين أنه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، وتبين أنه لا
يدعى مع الله، ولا يعبد مع الله سبحانه وتعالى، ففي حق غيره من باب أولى أنه لا
يجوز أن يعبد مع الله، أو يدعى مع الله أبدًا.
قوله: «تَبَيَّنَ أَنَّ مَنْ دُونَهُ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ أَوْلَى بِأَلاَّ يُشْرَكَ بِهِ وَلاَ يُتَّخَذَ قَبْرُهُ وَثَنًا يُعْبَدُ». إذا كان لا يشرك الرسول صلى الله عليه وسلم مع الله، مع مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم وعظم قدره، فغيره ممن دونه من الأنبياء والصالحين من باب أولى، لا يشرك مع الله، ولا يدعى مع الله، ولا يتخذ قبره وثنًا يعبد من دون الله.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد