قوله: «وَلاَ يُدْعَى مِنْ دُونِ
اللَّهِ لاَ فِي حَيَاتِهِ وَلاَ فِي مَمَاتِهِ». لا يدعى مع الله سواء في
حياته أو بعد مماته، إنما يطلب منه في حياته ما يقدر عليه، أمَّا ما لا يقدر عليه
فلا يطلب منه.
قوله: «وَلاَ يَجُوزُ لأَِحَدٍ أَنْ يَسْتَغِيثَ
بِأَحَدٍ مِنَ الْمَشَايِخِ الْغَائِبِينَ وَلاَ الْمَيِّتِينَ». لا يجوز أن
يستغاث بالمشايخ والعلماء والغائبين أو الميتين، إنما يستغاث بالحي الحاضر فيما
يقدر عليه، قال تعالى: ﴿فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي
مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ﴾ [القصص: 15]، هذا
حي حاضر يقدر على أن يغيث هذا الرجل الذي تغلب عليه خصمه، ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ
عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19] فلا بأس بالاستغاثة بالحي فيما يقدر
عليه إذا كان حاضرًا، أما الاستغاثة بالميت فلا تجوز، والاستغاثة بالغائب لا تجوز.
والآن يذكرون أن
هؤلاء المغرورين إذا وقعوا في البحر، ووقعوا في شدة صاروا يهتفون بأسماء أوليائهم:
يا عبد القادر، يا فلان، يا حسين، يا حسن، يا علي، إلى غير ذلك، ينادون غير الله،
ويستغيثون بغير الله من الأموات والغائبين، مع أن المشركين الأولين في هذا الموقف
لا يدعون إلا الله: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ
ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ﴾ [الإسراء: 67]،
أمَّا مشركو هذه الأمة فيدعون غير الله في حالة الضيق، فهم أشد شركًا من الأولين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد