وقال تعالى: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ
تَهۡتَدُواْۚ﴾ [النور: 54] وقال تعالى: ﴿وَمَن
يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ
خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [النساء: 13].
وَأَمْثَالُ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ، وَلاَ يَنْبَغِي لأَِحَدٍ أَنْ
يَخْرُجَ فِي هَذَا عَمَّا مَضَتْ بِهِ السُّنَّةُ وَجَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ
وَدَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، وَكَانَ عَلَيْهِ سَلَفُ الأُْمَّةِ،
وَمَا عَلِمَهُ قَالَ بِهِ وَمَا لَمْ يَعْلَمْهُ أَمْسَكَ عَنْهُ، وَلاَ يَقْفُو
مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ، وَلاَ يَقُولُ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ يَعْلَمْ،
فَإِنَّ اللَّهَ تعالى قَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ كُلَّهُ.
****
الشرح
قوله تعالى: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ﴾ [النور: 54] أي:
تطيعوا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿تَهۡتَدُواْۚ﴾، والهداية ضد
الضلال، فالذي يطيع الرسول صلى الله عليه وسلم ينجو من الضلال، والذي لا يطيعه
يضل، فيؤخذ من قوله: ﴿وَإِن
تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ﴾ [النور: 54]، أن الذي لا يطيعه يضل والعياذ بالله.
وقوله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ
فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [النساء: 13] تارة يذكر
طاعة الرسول مع طاعته سبحانه كما في قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ
ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ﴾ [التغابن: 12]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ﴾ [النساء: 59]،
وتارة يذكر طاعة الله وحدها، وتارة يذكر طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وحدها.
فقوله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ﴾ أي: ويطيع رسوله، ﴿تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٣وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ ١٤﴾ [النساء: 13- 14]. قوله: «وَأَمْثَالُ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ كَثِير». يقرن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مع طاعته سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد