×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَالزِّيَارَةُ الشَّرْعِيَّةُ: هِيَ أَنْ يَزُورَهُ لِلَّهِ تعالى: لِلدُّعَاءِ لَهُ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، كَمَا يُصَلِّي عَلَى جِنَازَتِهِ. فَهَذَا الثَّانِي هُوَ الْمَشْرُوعُ.

وَلَكِنْ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لاَ يَقْصِدُ بِالزِّيَارَةِ إلاَّ الْمَعْنَى الأَْوَّلَ، فَكَرِهَ مَالِكٌ أَنْ يَقُولَ: زُرْت قَبْرَهُ لِمَا فِيهِ مِنْ إيهَامِ الْمَعْنَى الْفَاسِدِ الَّذِي يَقْصِدُهُ أَهْلُ الْبِدَعِ وَالشِّرْكِ.

الثَّالِثَةُ أَنْ يُقَالَ: أَسْأَلُكَ بِفُلاَنٍ، أَوْ بِجَاهِ فُلاَنٍ عِنْدَكَ، وَنَحْو ذَلِكَ الَّذِي تَقَدَّمَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَبِي يُوسُفَ وَغَيْرِهِمَا أَنَّهُ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. وَتَقَدَّمَ أَيْضًا أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِمَشْهُورٍ عَنِ الصَّحَابَةِ، بَلْ عَدَلُوا عَنْهُ إلَى التَّوَسُّلِ بِدُعَاءِ الْعَبَّاسِ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ تَبَيَّنَ مَا فِي لَفْظِ التَّوَسُّلِ مِنَ الاِشْتِرَاكِ بَيْنَ مَا كَانَتِ الصَّحَابَةُ تَفْعَلُهُ، وَبَيْنَ مَا لَمْ يَكُونُوا يَفْعَلُونَهُ، فَإِنَّ لَفْظَ التَّوَسُّلِ وَالتَّوَجُّهِ فِي عُرْفِ الصَّحَابَةِ وَلُغَتِهِمْ هُوَ التَّوَسُّلُ وَالتَّوَجُّهُ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ.

****

الشرح

قوله: «وَالزِّيَارَةُ الشَّرْعِيَّةُ: هِيَ أَنْ يَزُورَهُ لِلَّهِ تعالى: لِلدُّعَاءِ لَهُ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ كَمَا يُصَلِّي عَلَى جِنَازَتِهِ». الزيارة الشرعية لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره أن يزوره للسلام عليه، فيقول: السلام عليك يا فلان ورحمة الله وبركاته، ويدعو الله له بالمغفرة والرحمة؛ لأنه قد انقطع عمله، فهو بحاجة إلى الدعاء له.

قوله: «فَهَذَا الثَّانِي هُوَ الْمَشْرُوعُ». كما أن المسلمين يصلون على الجنازة من أجل أن يدعو لها: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، وعافه واعف عنه وأكرم نزله، إلى آخر الدعاء، فهم يصلون عليه يدعون له، كذلك يزورون قبره ليدعوا له، هذا هو المشروع.


الشرح