وَمِنْ هَذَا الْبَابِ
حَدِيثٌ ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِي صَاحِبُ
التَّفْسِيرِ بِإِسْنَادِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا أَنَّهُ قَالَ: مَنْ
سَرَّهُ أَنْ يُوَعِّيَهُ اللَّهُ حِفْظَ الْقُرْآنِ وَحِفْظَ أَصْنَافِ
الْعِلْمِ، فَلْيَكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ فِي إنَاءٍ نَظِيفٍ، أَوْ فِي صُحُف
قَوَارِيرَ بِعَسَلٍ وَزَعْفَرَان وَمَاءِ مَطَرٍ، وَلْيَشْرَبْهُ عَلَى الرِّيقِ،
وَلْيَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَلْيَكُنْ إفْطَارُهُ عَلَيْهِ، وَيَدْعُ بِهِ
فِي إدْبَارِ صَلَوَاتِهِ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّك مَسْئولٌ، لَمْ
يُسْأَلْ مِثْلُكَ وَلاَ يُسْأَلُ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّك،
وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِك، وَمُوسَى نَجِيِّك، وَعِيسَى رُوحِكَ وَكَلِمَتِك
وَوَجِيهِك ([1]). وَذَكَرَ تَمَامَ
الدُّعَاءِ.
وَمُوسَى بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا مِنَ الْكَذَّابِينَ، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ
فِيهِ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وقال أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: دَجَّالٌ يَضَعُ
الْحَدِيثَ، وَضَعَ عَلَى ابْنِ جريجٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كِتَابًا
فِي التَّفْسِيرِ جَمَعَهُ مِنْ كَلاَمِ الْكَلْبِيِّ وَمُقَاتِلٍ.
وَيُرْوَى نَحْوُ
هَذَا دُونَ الصَّوْمِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مِنْ طَرِيقِ مُوسَى ابْنِ
إبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيِّ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ شَقِيقٍ،
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وَمُوسَى بْنُ
إبْرَاهِيمَ هَذَا قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ، وقال
الدَّارَقُطْنيُّ: مَتْرُوكٌ، وقال ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مُغَفَّلاً يُلَقَّنُ
فَيَتَلَقَّنُ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ.
وَيُرْوَى هَذَا
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ بِطَرِيقٍ أَضْعَفَ مِنَ الأَْوَّلِ.
وَرَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ الأصبهاني مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ إسْحَاقَ الْجَوْهَرِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَْشْعَثِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاَءِ العُتْبِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
([1]) أخرجه: الطبراني في الدعاء رقم (1334).
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد