يَزِيدَ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، وَرَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْفَظَ فَلْيَصُمْ
سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَلْيَكُنْ إفْطَارُهُ فِي آخِرِ الأَْيَّامِ السَّبْعَةِ
عَلَى هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ.
قُلْتُ: وَهَذِهِ
أَسَانِيدُ مُظْلِمَةٌ لاَ يَثْبُتُ بِهَا شَيْءٌ.
وَقَدْ رَوَاهُ
أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ فِي أَمَالِيهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ المَقْدِسيُّ
عَلَى عَادَةِ أَمْثَالِهِمْ فِي رِوَايَةِ مَا يُرْوَى فِي الْبَابِ، سَوَاءٌ
كَانَ صَحِيحًا أَوْ ضَعِيفًا، كَمَا اعْتَادَهُ أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنَ
الْمُحَدِّثِينَ أَنَّهُمْ يَرْوُونَ مَا رَوَى بِهِ الْفَضَائِلَ، وَيَجْعَلُونَ
الْعُهْدَةَ فِي ذَلِكَ عَلَى النَّاقِلِ، كَمَا هِيَ عَادَةُ الْمُصَنِّفِينَ فِي
فَضَائِلِ الأَْوْقَاتِ وَالأَْمْكِنَةِ وَالأَْشْخَاصِ وَالْعِبَادَاتِ.
كَمَا يَرْوِيهِ
أَبُو الشَّيْخِ الأصبهانيُّ فِي فَضَائِلِ الأَْعْمَالِ وَغَيْرِهِ؛ حَيْثُ
يَجْمَعُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً لِكَثْرَةِ رِوَايَتِهِ، وَفِيهَا أَحَادِيثُ
كَثِيرَةٌ قَوِيَّةٌ صَحِيحَةٌ وَحَسَنَةٌ، وَأَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ ضَعِيفَةٌ
مَوْضُوعَةٌ وَوَاهِيَةٌ.
وَكَذَلِكَ مَا
يَرْوِيهِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ.
وَمَا يَرْوِيهِ
أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهانيُّ فِي «فَضَائِلِ الْخُلَفَاءِ» فِي كِتَابٍ
مُفْرَدٍ، وَفِي أَوَّلِ «حِلْيَةِ الأَْوْلِيَاءِ».
وَمَا يَرْوِيهِ
أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الْكِنَانِيُّ، وَأَبُو
عَلِيِّ بْنُ الْبَنَّاءِ وَأَمْثَالُهُمْ مِنَ الشُّيُوخِ.
وَمَا يَرْوِيهِ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، وَأَبُو
الْفَضْلِ بْنُ نَاصِرٍ، وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ
عَسَاكِرَ، وَالْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ وَأَمْثَالُهُمْ مِمَّنْ لَهُمْ
مَعْرِفَةٌ بِالْحَدِيثِ، فَإِنَّهُمْ كَثِيرًا مَا يَرْوُونَ فِي تَصَانِيفِهِمْ
مَا رُوِيَ مُطْلَقًا عَلَى عَادَتِهِمْ الْجَارِيَةِ؛ لِيُعْرَفَ مَا رُوِيَ فِي
ذَلِكَ الْبَابِ، لاَ لِيُحْتَجَّ بِكُلِّ مَا رُوِيَ، وَقَدْ يَتَكَلَّمُ
أَحَدُهُمْ عَلَى الْحَدِيثِ وَيَقُولُ: غَرِيبٌ، وَمُنْكَرٌ، وَضَعِيفٌ؛ وَقَدْ
لاَ يَتَكَلَّمُ.
الصفحة 2 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد