فَالشَّفَاعَةُ نَوْعَانِ:
أَحَدُهُمَا:
الشَّفَاعَةُ الَّتِي نَفَاهَا اللَّهُ تعالى كَالَّتِي أَثْبَتَهَا
الْمُشْرِكُونَ وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ جُهَّالِ هَذِهِ الأُْمَّةِ
وَضُلاَّلِهِمْ، وَهِيَ شِرْكٌ.
وَالثَّانِي: أَنْ
يَشْفَعَ الشَّفِيعُ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَهَذِهِ الَّتِي أَثْبَتَهَا اللَّهُ
تعالى لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، وَلِهَذَا كَانَ سَيِّدُ الشُّفَعَاءِ إذَا
طَلَبَ مِنْهُ الْخَلْقُ الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَأْتِي وَيَسْجُدُ،
قَالَ: «فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ يَفْتَحُهَا عَلَيَّ، لاَ أُحْسِنُهَا
الآْنَ، فَيُقَالُ: أَيْ مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ
تُعْطه، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ» ([1]). فَإِذَا أُذِنَ لَهُ فِي
الشَّفَاعَةِ شَفَعَ صلى الله عليه وسلم تَسْليمًا.
****
الشرح
الشفاعة لغة: توسط
لصاحب الحاجة عند من عنده الحاجة. وهذه الشفاعة تكون عند الله جل وعلا، وتكون عند
الخلق، فيجوز أن تشفع للمخلوق عند المخلوق وتؤجر على الشفاعة الحسنة، قال تعالى: ﴿مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً
حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ وَمَن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةٗ سَيِّئَةٗ
يَكُن لَّهُۥ كِفۡلٞ مِّنۡهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقِيتٗا﴾ [النساء: 85]، هذه
الشفاعة عند الخلق، إن شفعت في الخير فلك الأجر، ولهذا لا يجوز أن تأخذ مقابل شفاعتك
لأخيك شيئًا من المال؛ لأن الشفاعة لا تقصد للمال. أما الشفاعة عند الله سبحانه
وتعالى فهي دعاؤه للمشفوع له، فتدعو الله أن يعطي المشفوع له ما طلبه من الله
سبحانه وتعالى.
والشفاعة عند الله
لها شرطان مذكوران في القرآن في آيات:
الشرط الأول: أن تكون بإذن الله جل وعلا.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد