×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 فَالتَّوْحِيدُ الْقَوْلِيُّ مِثْلُ سُورَةِ الإِْخْلاَصِ: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1] , وَالتَّوْحِيدُ الْعَمَلِيُّ: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ [الكافرون: 1]، وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَتَي الْفَجْرِ وَرَكْعَتَي الطَّوَافِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَقَدْ كَانَ أَيْضًا يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَي الْفَجْرِ ([1]) وَرَكْعَتَي الطَّوَافِ ([2]): ﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا [البقرة: 136] الآْيَةَ. وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ [آل عمران: 64]. فَإِنَّ هَاتَيْنِ الآْيَتَيْنِ فِيهِمَا دِينُ الإِْسْلاَمِ وَفِيهِمَا الإِْيمَانُ الْقَوْلِيُّ وَالْعَمَلِيُّ، فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ [البقرة: 136] إلَى آخِرِهَا يَتَضَمَّنُ الإِْيمَانَ الْقَوْلِيَّ وَالإِْسْلاَمَ.

وَقَوْلُهُ: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ [آل عمران: 64] - الآْيَةَ إلَى آخِرِهَا - يَتَضَمَّنُ الإِْسْلاَمَ وَالإِْيمَانَ الْعَمَلِيَّ، فَأَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ الإِْسْلاَمُ وَالإِْيمَانُ، وَهُمَا فِي هَاتَيْنِ الآْيَتَيْنِ، وَاللَّهُ سبحانه وتعالى أَعْلَمُ.

****

الشرح

قوله: «فَالتَّوْحِيدُ الْقَوْلِيُّ مِثْلُ سُورَةِ الإِْخْلاَصِ»، التوحيد نوعان على سبيل الإجمال: توحيد عملي خيري، وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وتوحيد عملي، وهو توحيد الربوبية والإلهية؛ الأول في


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (766).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1218).