فَالتَّوْحِيدُ
الْقَوْلِيُّ مِثْلُ سُورَةِ الإِْخْلاَصِ: ﴿قُلۡ هُوَ
ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] , وَالتَّوْحِيدُ الْعَمَلِيُّ: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [الكافرون: 1]،
وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَاتَيْنِ
السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَتَي الْفَجْرِ وَرَكْعَتَي الطَّوَافِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَقَدْ كَانَ
أَيْضًا يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَي الْفَجْرِ ([1]) وَرَكْعَتَي
الطَّوَافِ ([2]): ﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ
وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا﴾ [البقرة: 136] الآْيَةَ. وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ
بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ
تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ
إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا
أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا
مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64]. فَإِنَّ هَاتَيْنِ الآْيَتَيْنِ
فِيهِمَا دِينُ الإِْسْلاَمِ وَفِيهِمَا الإِْيمَانُ الْقَوْلِيُّ وَالْعَمَلِيُّ،
فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿ءَامَنَّا بِٱللَّهِ
وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ
وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ﴾ [البقرة: 136] إلَى آخِرِهَا
يَتَضَمَّنُ الإِْيمَانَ الْقَوْلِيَّ وَالإِْسْلاَمَ.
وَقَوْلُهُ: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ
تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ﴾ [آل عمران: 64] -
الآْيَةَ إلَى آخِرِهَا - يَتَضَمَّنُ الإِْسْلاَمَ وَالإِْيمَانَ الْعَمَلِيَّ،
فَأَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ الإِْسْلاَمُ
وَالإِْيمَانُ، وَهُمَا فِي هَاتَيْنِ الآْيَتَيْنِ، وَاللَّهُ سبحانه وتعالى
أَعْلَمُ.
****
الشرح
قوله: «فَالتَّوْحِيدُ الْقَوْلِيُّ مِثْلُ سُورَةِ الإِْخْلاَصِ»، التوحيد نوعان على سبيل الإجمال: توحيد عملي خيري، وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وتوحيد عملي، وهو توحيد الربوبية والإلهية؛ الأول في
([1]) أخرجه: مسلم رقم (766).
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد