وَقَدِ اسْتَفَاضَتِ
الأَْحَادِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنِ اتِّخَاذِ
الْقُبُورِ مَسَاجِدَ، وَلَعَنَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَنَهَى عَنِ اتِّخَاذِ
قَبْرِهِ عِيدًا ([1]).
****
الشرح
قوله: «وَقَدِ اسْتَفَاضَتِ الأَْحَادِيثُ عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنِ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ
مَسَاجِدَ، وَلَعَنَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ». نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
اتخاذ القبور مساجد، ولعن من فعل ذلك، لماذا تتخذ القبور مساجد؟
لأجل الشفاعة، فلا
يزال في سياق الشفاعة، فالذين ينادون الأموات، ويستغيثون بهم، ويطلبون حوائجهم
منهم، إذا قيل لهم: الأموات لا يقدرون على شيءٍ، قالوا: نحن نعلم أنهم لا يقدرون
على شيءٍ، ولكن نريد أن يتوسطوا لنا، فيشفعوا لنا عند الله، فنحن نتقرب إليهم من
أجل أن يشفعوا لنا عند الله، وإلا نحن نعلم أنهم لا يملكون شيئًا، ولا يقدرون على
شيءٍ، ولا يخلقون شيئًا، إنما جعلناهم وسائط بيننا وبين الله سبحانه وتعالى،
فيبنون على قبورهم لأجل أن يكونوا شفعاء لهم عند الله، فيدعونهم ويستغيثون بهم عند
مشاهدهم لهذا الغرض، الذي هو نفس الغرض الذي قاله المشركون من قبل: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا
لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، ﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18].
والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلوِّ في المخلوق لا سيما الأموات، واتخاذ القبور مساجد يصلى عندها، أو يبنى عليها؛ لأن هذا من الغلو، ولأن هذا من وسائل الشرك بالله عز وجل، نهى عن ذلك في أحاديث مستفيضة عنه صلى الله عليه وسلم، بل لعن من فعل ذلك، ودعا عليه باللعنة، وهذا يدل على أن
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد