لا مَلَك مقرَّب، ولا نبي
مرسل، فالعبادة حقٌّ لله لا يشاركه فيها غيره، فلا يعبد مع الله أحد، لا من
الملائكة، ولا من الرسل، ولا من الأولياء والصالحين، ولا من الجن والإنس، ولا من
الأشجار والأحجار، وغير ذلك.
قوله: «وَلاَ يُتَوَسَّلُ بِذَوَاتِهِمْ وَإِنَّمَا
يُتَوَسَّلُ بِالإِْيمَانِ بِهِم». التوسل بذوات الأنبياء أو السؤال بهم لا
يجوز؛ أمَّا التوسل باتباعهم والإيمان بهم، فهذا عمل صالح يتوسل به، كما في قوله
تعالى: ﴿رَبَّنَآ
ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]،
قوله تعالى: ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا
سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فََٔامَنَّاۚ﴾ [آل عمران: 193]،
فالتوسل إلى الله بالإيمان والأعمال الصالحة واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
توسل مشروع، أما التوسل بذواتهم أو سؤال الله بهم، فلا يجوز، فكيف بدعائهم مع
الله، وإشراكهم مع الله؟! هذا أشد.
قوله: «وَطَاعَتِهِمْ فِيمَا أَمَرُوا،
وَتَصْدِيقِهِمْ فِيمَا أَخْبَرُوا، وَتَحْلِيلِ مَا حَلَّلُوهُ وَتَحْرِيمِ مَا
حَرَّمُوهُ»؛ لأن هذا من العمل الصالح الذي يُتوسل به إلى الله سبحانه وتعالى.
قوله: «كَحَدِيثِ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ أَوَوْا
إلَى الْغَارِ...»، الثلاثة الذين أواهم الغار، وسدت عليهم الصخرة الخروج منه،
ووقعوا في شدة، فلجئوا إلى الله بالتوسل بأعمالهم الصالحة؛ أمَّا أحدهم فتوسل ببره
لوالديه، والثاني توسل إلى الله بأمانته وحفظه لأجرة الأخير وإعطائه حقه، والثالث
توسل إلى الله بعفته عن الحرام، وتركه الزنا بعدما تمكن منه الخوفُ من الله، فلما
توسلوا إلى الله بأعمالهم انفرجتِ الصخرة وخرجوا يمشون.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد