فَيَكُونُ مَقْصُودُ
السَّائِلِ: أَيْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ لِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ
أَسْتَجْلِبُ بِهِ الْخَيْرَ، وَأَسْتَدْفِعُ بِهِ الشَّرَّ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ
مِنَ الدُّعَاءِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ»، فَلَمَّا انْتَهَى إلَى قَوْلِهِ: أَجْعَلُ
لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إذًا تُكْفَى هَمَّك، وَيُغْفَرُ ذَنْبُك». وَفِي
الرِّوَايَةِ الأُْخْرَى: «إذًا يَكْفِيك اللَّهُ مَا أَهَمَّك مِنْ أَمْرِ
دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ». وَهَذَا غَايَةُ مَا يَدْعُو بِهِ الإِْنْسَانُ مِنْ
جَلْبِ الْخَيْرَاتِ وَدَفْعِ الْمَضَرَّاتِ؛ فَإِنَّ الدُّعَاءَ فِيهِ تَحْصِيلُ
الْمَطْلُوبِ وَانْدِفَاعُ الْمَرْهُوبِ، كَمَا بُسِطَ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعِهِ.
وَقَدْ ذَكَرَ
عُلَمَاءُ الإِْسْلاَمِ وَأَئِمَّةُ الدِّينِ الأَْدْعِيَةَ الشَّرْعِيَّةَ،
وَأَعْرَضُوا عَنِ الأَْدْعِيَةِ الْبِدْعِيَّةِ، فَيَنْبَغِي اتِّبَاعُ ذَلِكَ.
****
الشرح
قوله: «فَيَكُونُ مَقْصُودُ السَّائِلِ: أَيْ يَا
رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ لِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ، أَسْتَجْلِبُ بِهِ الْخَيْرَ
وَأَسْتَدْفِعُ بِهِ الشَّرَّ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنَ الدُّعَاءِ؟»، دل
على أنه كلما أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثُر ثوابه وأجره.
قوله: «فَإِنَّ الدُّعَاءَ فِيهِ تَحْصِيلُ
الْمَطْلُوبِ وَانْدِفَاعُ الْمَرْهُوبِ، كَمَا بُسِطَ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعِهِ»،
منها كتاب ابن القيم وغيره من الكتب المؤلفة في فضل الصلاة والسلام على النبي صلى
الله عليه وسلم.
قوله: «وَقَدْ ذَكَرَ عُلَمَاءُ الإِْسْلاَمِ وَأَئِمَّةُ الدِّينِ الأَْدْعِيَةَ الشَّرْعِيَّةَ، وَأَعْرَضُوا عَنِ الأَْدْعِيَةِ الْبِدْعِيَّةِ، فَيَنْبَغِي اتِّبَاعُ ذَلِكَ». أكثر علماء الإسلام من الحث على الأدعية الشرعية الواردة في الكتاب والسنة، ونهوا عن الأدعية البدعية التي لم ترد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا كانت دعوة لغير الله فهي شركية أشد من البدعية، كدعاء الأموات والأولياء والصالحين، هذه أدعية شركية - والعياذ بالله - أشد من البدعية،
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد