فإذا دعا الله بدعاءٍ لم يرد
فهو بدعة، وإذا دعا مع الله غيره فقد أشرك.
لا بدَّ للعبد أن
يدعو الله سبحانه وتعالى، والله جل وعلا أمر بذلك، قال تبارك وتعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ
أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، وقال تعالى: ﴿فَٱدۡعُواْ
ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [غافر: 14]، والدعاء أعظم أنواع العبادة؛ كما في
الحديث: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»
([1]). لكن الدعاء لا
بدَّ أن يكون مشروعًا، فلا يجوز الدعاء بشيء غير مشروع كسائر العبادات، فما دام أن
الدعاء عبادة - بل أعظم أنواع العبادة - فلا بدَّ أن يكون مشروعًا، وأيضًا لا بدَّ
أن يكون على سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الدعاء مشروعًا فإنه حري
بالقبول؛ لهذا قال: ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ
مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ أي: الدعاء، أمَّا إذا كان الدعاء غير مشروع، فهو بدعة،
والبدعة لا تقبل، وكذلك إذا كان الدعاء معه شرك فهذا أشد.
وهناك أدعية عند المبتدعة اخترعوها من عند أنفسهم، وأعظم ذلك الأدعية الشرعية، كالتوسل بالصالحين، فهذه الأدعية لا تقبل عند الله سبحانه وتعالى مهما أتعب الإنسان نفسه فيها، فعلى مَن يريد أن يدعو الله يدعوه بما ورد في الكتاب والسنة، ويترك الأدعية المخترعة المبتدعة؛ لأن أهل الضلال يروجون هذه الأدعية، والآن يروجونها في النشرات والإنترنت والجوالات، ويكتبونها في المناسك للحجاج والمعتمرين، وهي لا أصل لها، بل ربما تكون شركًا، فلا بدَّ من الحذر من هذه الأمور؛ هذا أمر مهم جدًّا.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828)، وأحمد رقم (18352).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد