فَفِي التَّوْرَاةِ أَنَّ
مُوسَى عليه السلام نَهَى بَنِي إسْرَائِيلَ عَنْ دُعَاءِ الأَْمْوَاتِ وَغَيْرِ
ذَلِكَ مِنَ الشِّرْكِ، وَذَكَرَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ عُقُوبَةِ اللَّهِ
لِمَنْ فَعَلَهُ؛ وَذَلِكَ أَنَّ دِينَ الأَْنْبِيَاءِ وَاحِدٌ وَإِنْ تَنَوَّعَتْ
شَرَائِعُهُمْ؛ كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إنَّا مَعْشَرَ الأَْنْبِيَاءِ دِينُنَا وَاحِدٌ» ([1]).
وَقَدْ قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ
مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ
إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا
تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ﴾ [الشورى: 13] وقال
تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ
كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ
٥١وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ
٥٢فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ
٥٣﴾ [المؤمنون: 51- 53].
****
الشرح
الغلو في الأموات
نهت عنه الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومنه ما في التوراة عن موسى عليه السلام أنه
نهى قومه عن الغلو في القبور؛ لأنه يفضي إلى عبادة غير الله سبحانه وتعالى، هذا
النهي عن الشرك أجمعت عليه الشرائع السماوية، وأجمع عليه الرسل، وأجمعت عليه الكتب
في منع الشرك ووسائله وطرقه المفضية إليه.
قوله: «وَذَلِكَ أَنَّ دِينَ الأَْنْبِيَاءِ وَاحِدٌ؛ وَإِنْ تَنَوَّعَتْ شَرَائِعُهُمْ». دينهم من ناحية التوحيد والعقيدة واحد، كلهم يأمرون بعبادة الله وحده، وينهون عن الشرك، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36] أمر بعبادة الله واجتناب
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد