وَبِالْجُمْلَةِ فَمَعَنَا
أَصْلاَنِ عَظِيمَانِ:
أَحَدُهُمَا:
أَلاَّ نَعْبُدَ إلاَّ اللَّهَ.
وَالثَّانِي:
أَلاَّ نَعْبُدَهُ إلاَّ بِمَا شَرَعَ، لاَ نَعْبُدُهُ بِعِبَادَةِ مُبْتَدَعَةٍ.
وَهَذَانِ
الأَْصْلاَنِ هُمَا تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ كَمَا قال تعالى: ﴿لِيَبۡلُوَكُمۡ
أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۗ﴾ [هود: 7]. قَالَ الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ: أَخْلَصُهُ
وَأَصْوَبُهُ. قَالُوا: يَا أَبَا عَلِيٍّ، مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ؟ قَالَ:
إنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ خَالِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ،
وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ
خَالِصًا صَوَابًا، وَالْخَالِصُ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ، وَالصَّوَابُ أَنْ يَكُونَ
عَلَى السُّنَّةِ. وَذَلِكَ تَحْقِيقُ قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَمَن
كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110].
وَكَانَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ فِي دُعَائِهِ لَهُ:
اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلِي كُلَّهُ صَالِحًا، وَاجْعَلْهُ لِوَجْهِكَ خَالِصًا،
وَلاَ تَجْعَلْ لأَِحَدٍ فِيهِ شَيْئًا ([1]).
****
الشرح
العبادة لا تصح إلا
بشرطين، هما أصلان عظيمان:
الشرط الأول: الإخلاص لله عز
وجل، فلا يكون فيها شرك، وهذا معنى أشهد أن لا إله إلا الله.
الشرط الثاني: أن تكون على سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس فيها بدع ومحدثات، وهذا معنى شهادة أنَّ محمدًا رسول الله.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد