×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَهُوَ صَاحِبُ الشَّفَاعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَتَأَخَّرُ عَنْهَا آدَمُ وَأُولُو الْعَزْمِ - نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى - صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ، وَيَتَقَدَّمُ هُوَ إلَيْهَا، وَهُوَ صَاحِبُ اللِّوَاءِ، آدَمُ وَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِهِ، وَهُوَ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى رَبِّهِ عز وجل ([1])، وَهُوَ إمَامُ الأَْنْبِيَاءِ إذَا اجْتَمَعُوا، وَخَطِيبُهُمْ إذَا وَفَدُوا، ذُو الْجَاهِ الْعَظِيمِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ.

وَلَكِنَّ جَاهَ الْمَخْلُوقِ عِنْدَ الْخَالِقِ تعالى لَيْسَ كَجَاهِ الْمَخْلُوقِ عِنْدَ الْمَخْلُوقِ، فَإِنَّهُ لاَ يَشْفَعُ عِنْدَهُ أَحَدٌ إلاَّ بِإِذْنِهِ: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا ٩٣لَّقَدۡ أَحۡصَىٰهُمۡ وَعَدَّهُمۡ عَدّٗا ٩٤ [مريم: 93، 94]، وقال تعالى: ﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ وَمَن يَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيَسۡتَكۡبِرۡ فَسَيَحۡشُرُهُمۡ إِلَيۡهِ جَمِيعٗا ١٧٢فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٧٣ [النساء: 172، 173].

****

الشرح

قوله: «وَهُوَ صَاحِبُ الشَّفَاعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، من خصائصه صلى الله عليه وسلم الشفاعة العظمى.

قوله: «ذُو الْجَاهِ الْعَظِيمِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ»، ومع هذا ما سأل الصحابةُ رضي الله عنهم بجاهه؛ فدل على أنه لا يسأل بالجاه، «وَلَكِنَّ جَاهَ الْمَخْلُوقِ عِنْدَ الْخَالِقِ تعالى لَيْسَ كَجَاهِ الْمَخْلُوقِ عِنْدَ الْمَخْلُوقِ، فَإِنَّهُ لاَ يَشْفَعُ عِنْدَهُ أَحَدٌ إلاَّ بِإِذْنِهِ»، الجاه والتوجيه والتوجه عند الله ليس


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2278).