×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 كما هو عند الخلق؛ فعند الخلق يشفع صاحب الجاه ولو لم يأذن له، وأما عند الله لا يشفع أحد إلا بإذنه، وإن كان له جاه، وإن كان من الملائكة أو الأنبياء والرسل، أو من الصالحين.

وقوله تعالى: «إنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ» من المخلوقات، والملائكة، والرسل، والأنبياء، والصالحين، والمؤمنين، والكفار، والشياطين، والجن والإنس،، ليس فيهم أحد يشارك الله جل وعلا، وإن كان من الملائكة، أو الرسل، أو الأنبياء، أو الصالحين، بل هو الرب وهم عبيده، والعبودية على قسمين:

القسم الأول: عبودية عامة؛ كما في هذه الآية: ﴿إ إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا [مريم: 93]، فكلهم عباده: المطيع والعاصي، والمؤمن والكافر والمنافق.

القسم الثاني: العبودية الخاصة بالمؤمنين، وأفضل العباد الأنبياء والمرسلون؛ قال تعالى: ﴿وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا [ص: 17]، ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ [الإسراء: 1]، ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ [الفرقان: 1]، ﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ [النساء: 172]، ﴿بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ [الأنبياء: 26]، فكلهم عبيده، وهذه عبودية خاصة معناها التوفيق والهداية والإكرام.

قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ أَحۡصَىٰهُمۡ سبحانه وتعالى، ﴿لَّقَدۡ أَحۡصَىٰهُمۡ وَعَدَّهُمۡ عَدّٗا ٩٤وَكُلُّهُمۡ ءَاتِيهِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَرۡدًا ٩٥ [مريم: 94- 95] لا يتخلف منهم أحد، ولا يخفي منهم أحد، ولا يضيع منهم أحد، كلهم آتيه يوم القيامة فردًا، يحاسبهم على أعمالهم ويجازيهم عليها.


الشرح