×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وقوله تعالى: ﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ [النساء: 172]، لما قالت النصارى: المسيح ابن الله، أو ثالث ثلاثة، وادعوا له الألوهية ومشاركة الله، وأنه ابن الله، قال: ﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أي: لن يستكبر ولا يمتنع ﴿أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ، وقد قال وهو في المهد: ﴿إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا [مريم: 30]، فهو عبد الله ورسوله، ليس ابنًا لله كما يقولون، ولا يستكبر عن ذلك، ويقول: أنا ابن الله، أو شريك الله، كما تقول النصارى فيه، قبَّحهم الله.

وقوله تعالى: ﴿وَمَن يَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيَسۡتَكۡبِرۡ [النِّسَاء: 172] مَن يستكبر عن عبادة الله من الملائكة -وحاشاهم- أو من غيرهم، ﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ وَمَن يَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيَسۡتَكۡبِرۡ فَسَيَحۡشُرُهُمۡ إِلَيۡهِ جَمِيعٗا ١٧٢فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٧٣ [النساء: 172- 173]، فليفعلوا ما شاءوا، فإن مردهم إلى الله جميعًا، كلهم عباده، وكلٌّ يجازى بعمله لا بعمل غيره.


الشرح