×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَالْمَخْلُوقُ يَشْفَعُ عِنْدَ الْمَخْلُوقِ بِغَيْرِ إذْنِهِ فَهُوَ شَرِيكٌ لَهُ فِي حُصُولِ الْمَطْلُوبِ، وَاللَّهُ تعالى لاَ شَرِيكَ لَهُ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٢٣ [سبأ: 22، 23].

****

الشرح

قوله: «وَالْمَخْلُوقُ يَشْفَعُ عِنْدَ الْمَخْلُوقِ بِغَيْرِ إذْنِهِ، فَهُوَ شَرِيكٌ لَهُ فِي حُصُولِ الْمَطْلُوبِ، وَاللَّهُ تعالى لاَ شَرِيكَ لَهُ»، فيه بيان الفرق في الشفاعة عند الله، والشفاعة عند المخلوق، فالشفاعة عند الله لا تحصل إلا بشرطين:

الأول: إذن الله للشافع أن يشفع.

الثاني: رضا الله عن المشفوع فيه.

أمَّا الشفاعة عند المخلوق فليس لها شروط، فيشفع الشافع ولو لم يأذن المشفوع عنده، وكذلك لو لم يرض عن المشفوع فيه، ويضطر إلى قبول الشفاعة لحاجته إلى الأعوان من الوزراء والوجهاء، فيقبل شفاعتهم؛ لأنه في حاجة إليهم لإعانتهم إياه، فيتألفهم بذلك، والله جل وعلا غنيٌّ عن خلقه.

وأيضًا: من الفوائد أن المشفوع عنده من المخلوقين لا يعلم عن أحوال المحتاجين والمضطرين، فيحتاج من يبلغه عنهم، أمَّا الله جل وعلا فهو يعلم كل شيء، لا يخفى عليه شيء، يعلم حوائج عباده وأسرارهم، 


الشرح