فليس بحاجة أن يبلغه أحد عن حوائج خلقه. فهذا فيه بطلان قياس الشفاعة عند
المخلوق على الشفاعة عند الله؛ لما بينهما من الفوارق.
قوله تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾إذا حصل الغرض المشفوع له، فقد اشترك المشفوع عنده والشافع في قضاء حاجة المخلوق، والله جل وعلا لا شريك له، فهو الذي يدبر أمور عباده، ولا يشاركه أحد، لا وزراء، ولا شفعاء، ولا غيرهم، هذا من الفوارق، ﴿لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾، فالمشركون يعبدون الملائكة والصالحين ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فيجعلونهم شركاء لله في قضاء حوائجهم، فأبطل الله جل وعلا هذا بقوله: ﴿لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ﴾، وهي أصغر شيء ﴿فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾، فالشفعاء ليسوا شركاء لله في تدبير أمور عباده، ولا يملكون شيئًا، وإنما الملك كله لله سبحانه وتعالى، وهم لا يملكون مثقال ذرة، فكيف تصرف لهم العبادة، وهم لا يملكون شيئًا؟!.
الصفحة 5 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد