وَرَأَيْت فِي فَتَاوِي
الْفَقِيهِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ قَالَ: لاَ يَجُوزُ أَنْ
يُتَوَسَّلَ إلَى اللَّهِ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إلاَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم، إنْ صَحَّ حَدِيثُ الأَْعْمَى: فَلَمْ يُعْرَفْ صِحَّتُهُ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ
أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لاَ يَدُلُّ إلاَّ عَلَى التَّوَسُّلِ بِدُعَائِهِ، لَيْسَ
مِنْ بَابِ الإِْقْسَامِ بِالْمَخْلُوقِ عَلَى اللَّهِ تعالى، وَلاَ مِنْ بَابِ
السُّؤَالِ بِذَاتِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم كَمَا تَقَدَّمَ.
****
الشرح
قوله: «وَرَأَيْت فِي فَتَاوِي الْفَقِيهِ أَبِي
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ قَالَ: لاَ يَجُوزُ أَنْ يُتَوَسَّلَ إلَى
اللَّهِ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إلاَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ».
العز بن عبد السلام إمام معروف مشهور أصولي من الأصوليين، ومن الفقهاء وينسب إليه
في فتاويه أنه يجيز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا - كما سبق - لا دليل
عليه، حتى وإن ورد عن بعض الأئمة وبعض الفضلاء فإنه يطالب بالدليل، فإذا لم يكن
هناك دليل فلا عبرة به، سواء من ابن عبد السلام أو غيره، لكن ابن عبد السلام أيضًا
ما جزم، يقول: إن صح حديث الأعمى. وحديث الأعمى سبق أنه لم يتوسل بذات النبي صلى
الله عليه وسلم، وإنما توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ
لاَ يَدُلُّ إلاَّ عَلَى التَّوَسُّلِ بِدُعَائِهِ». تقدم لما ذكر الشيخ حديث
الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وطلب منه أن يدعو الله أن يرد عليه
بصره، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي، ويدعو الله، ودعا له الرسول صلى
الله عليه وسلم، فرد الله عليه بصره، وتبين أن المراد الدعاء، فتوسله بالنبي صلى
الله عليه وسلم، أي: بدعائه، وقوله: «فشفعه
فيَّ» أي: اقبلْ شفاعته، والدعاء شفاعة، إذا دعوت لغيرك فقد شفعت له،
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد