البناء على القبور كبيرة
من كبائر الذنوب؛ لأن صاحبها يستحق اللعنة؛ وذلك سدًّا لوسائل الشرك بالله عز وجل،
وغلَّظ في النهي عند موته صلى الله عليه وسلم؛ ليحذر أمته أن يغلوا في قبره كما
غلتِ الأمم السابقة في قبور أنبيائهم، فيحذر من ذلك قبل موته بوقت قريب، بل في
اللحظات الأخيرة من حياته صلى الله عليه وسلم يحذر أمته أن تفعل عند قبره مثل ما
يفعل اليهود والنصارى عند قبور أنبيائهم؛ حماية للتوحيد، لا قبر النبي صلى الله
عليه وسلم، ولا قبر غيره، القبور إنما هي بيوت الأموات، ليس لها شيء من الأمر، أو
تقضي حوائج السائلين، أو أن الأموات يغيثون مَن دعاهم، ويجيبون من دعاهم، فلماذا
لا يصرف هؤلاء دعاءهم واستغاثتهم إلى الله جل وعلا؛ الحيِّ الذي لا يموت، القادرِ
على كل شيءٍ؟
لكن الشيطان الذي هو أملى عليهم هذا الأمر؛ ليصرفهم عن توحيد الله وعبادته؛ حتى يشركوا بالله، فيدخلوا النار معه؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾، فهو يدعوهم إلى هذا ليصرفهم عن التوحيد الذي بسببه يدخلون الجنة إلى الشرك الذي بسببه يدخلون النار؛ لأنه عدو لهم، والعدو لا يريد الخير لعدوه، وإنما يريد الضرر: ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾ [فاطر: 6] فلذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم عند موته بالذات، وكان يحذر من ذلك قبل موته صلى الله عليه وسلم، لكن عند موته أكد النهي والتغليظ؛ خشية أن يصنع عند قبره ما يصنع عند قبور الأولين من الأنبياء والصالحين؛ رحمة بأمته وشفقة عليهم من أن يقعوا في الشرك، خصوصًا قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه قال: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا» ([1]) أي: تجتمعون عنده وتترددون عليه،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804)، وأبو يعلى رقم(469).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد