وقالَ: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً
يُعْبَد» ([1])، والوثن هو ما يعبد
من دون الله، سواء كان قبرًا أو شجرًا أو حجرًا، كل ما يعبد من دون الله فهو وثن،
وهذا من تمام نصحه صلى الله عليه وسلم وشفقته بأمته.
قوله: «نَهَى عَنِ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ، وَلَعَنَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَنَهَى عَنْ اتِّخَاذِ قَبْرِهِ عِيدًا»، نهى عن اتخاذ سائر القبور مساجد عمومًا، ونهى عن اتخاذ قبره صلى الله عليه وسلم مسجدًا على وجه الخصوص، وأن يُجعل عيدًا؛ أي: يعتاد التردد عليه، وتكرر زيارته صلى الله عليه وسلم، فإن هذا يسبب الغلو في قبره؛ ويجرئ العوام والجهال على التعلق بقبره صلى الله عليه وسلم، فلذلك إذا سلم القادم على الرسول صلى الله عليه وسلم أول مرة لا يكرر هذا، وإنما أول ما يقدم يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه كسائر القبور ولا يكرر هذا؛ لأن التكرار من اتخاذه عيدًا، وهذا يجر إلى الشرك بالله عز وجل.
([1]) أخرجه: مالك في الموطأ رقم (414).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد