قوله: «وَلاَ
يَنْبَغِي لأَِحَدٍ أَنْ يَخْرُجَ فِي هَذَا عَمَّا مَضَتْ بِهِ السُّنَّةُ»،
لا يسع أحدًا من المسلمين إلا أن يطيع الله ورسوله، فالذي لا يطيع الله ولا يطيع
رسوله فهو من أهل النار خالدًا فيها إذا كانت معصيته مكفرة - نسأل الله العافية -
فلا أحد يسعه أن يخرج عن طاعة الله وطاعة رسوله، ولا يشذ ويخرج عما عليه المسلمون
الذين هم على منهج السلف الصالح، أما الذين يتسمون بالإسلام وهم على غير منهج
السلف الصالح، فهؤلاء لا عبرة بهم، إنما المراد المسلمون الذين اقتفوا منهج السلف
الصالح، قال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ
مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ
ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ
خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]، ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ
بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ
سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ
ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10] فلا
يسع أحدًا أن يخرج عن طاعة الله وطاعة رسوله، ولا أن يخرج عما عليه سلف هذه الأمة
وأئمتها.
قوله: «وَدَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ
وَكَانَ عَلَيْهِ سَلَفُ الأُْمَّةِ»، المنهج ما دل عليه الكتاب والسنة، وهي
الأحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، ثم بعد الكتاب والسنة ما عليه سلف
الأمة؛ لأن سلف الأمة هم الذين ساروا على منهج الكتاب والسنة عن فهم وفقه ومعرفة،
وتلقوا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَمَا عَلِمَهُ قَالَ بِهِ وَمَا لَمْ يَعْلَمْهُ أَمْسَكَ عَنْهُ». من الواجب على المسلمين عمومًا - وعلى العلماء وطلبة العلم خصوصًا - أن ما علمه من الكتاب والسنة قال به، وما لم يعلمه توقف عنه، ولا يتخرص
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد