والميت، وهذا أمر لم يُعرف ولم يُعهد عن الصحابة، إنما كان الصحابة رضي
الله عنهم يتوسلون بالدعاء من الصالحين لا بذواتهم، ولهذا قال عمر رضي الله عنه
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ
إِنَّا كُنَّا نَتَوُسَّلُ إليكَ بِنَبيِّنَا فَتَسقِينَا، وَإنَّا نَتَوَسَّلُ
إِليكَ بِعَمِّ نَبيِّنَا، قُمْ يَا عَبَّاسُ فَادعُ» ([1])؛ فبين أنَّ التوسل
بالصالحين يكون بدعائهم لا بذواتهم.
قوله: «وَلَيْسَ فِي الأَْحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ
فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ فِي شَيْءٍ مِنْ دَوَاوِينِ الْمُسْلِمِينَ الَّتِي يُعْتَمَدُ
عليها فِي الأَْحَادِيثِ - لاَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَلاَ كُتُبِ السُّنَنِ، وَلاَ
الْمَسَانِيدِ الْمُعْتَمَدَةِ كَمُسْنَدِ الإِْمَامِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ»
أَيْ: لا دليل على مشروعية التوسل بذات المخلوق؛ نبيًّا كان أو غيره، أو ملكًا، أو
عبدًا صالحًا، لا يوجد شيء في دواوين السُّنة المعتبرة: كالصحاح، والمسانيد،
والسُّنن من هذا.
التوسل بذوات
المخلوقين إلى الله سبحانه وتعالى، وما روُي من ذلك لا يوجد في كتب السنة
المعتبرة، وما يوجد في غيرها من الكتب لا قيمة له، كما سيأتي من توسل آدم بمحمدٍ -
كما يزعمون - فليس معتبرًا.
قوله: «وَإِنَّمَا يُوجَدُ فِي الْكُتُبِ الَّتِي
عُرِفَ أَنَّ فِيهَا كَثِيرًا مِنَ الأَْحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ الْمَكْذُوبَةِ
الَّتِي يَخْتَلِقُهَا الْكَذَّابُون»، وهذه لا عبرة بها؛ لأنها كتب غير
معتبرة.
قوله: «بِخِلاَفِ مَنْ قَدْ يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ وَلاَ يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ، فَإِنَّ هَؤُلاَءِ تُوجَدُ الرِّوَايَةُ عَنْهُمْ فِي السُّنَنِ وَمُسْنَدِ الإِْمَامِ أَحْمَدَ وَنَحْوِهِ؛ بِخِلاَفِ مَنْ يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ، فَإِنَّ أَحْمَدَ لَمْ يَرْوِ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلاَءِ»، قد يقول قائلٌ: يوجد في بعض الكتب المعتمدة شيء من
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد