الأحاديث المكذوبة؟!
نقول: نعم الأحاديث المكذوبة نوعان:
النوع الأول: ما لم يعتمد
صاحبُه الكذب، وهذا قد يوجد في مسند أحمد وفي غيره، وهو مكذوب موضوع، لكن صاحبه لم
يتعمد الكذب.
النوع الثاني: ما يتعمد صاحبه
الكذب، وهذا لا يوجد أبدًا في كتب الحديث المعتبرة.
أمَّا الوهم وسوء
الحفظ، والقوادح التي تكون في الإسناد، فهذا موجود، ولكنهم يبينون رحمهم الله ذلك
في سلسلة السند عن فلانٍ عن فلانٍ، وهذه الأسماء كلها نجدها - في التراجم وتاريخ
الرواة - مكتوبًا عنها من جهة العدالة، والغفلة، والوضع، ما تركوا شيئًا.
قوله: «وَلِهَذَا تَنَازَعَ الْحَافِظُ أَبُو
الْعَلاَءِ الهمذاني وَالشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيّ»، أبو
العلاء الهمذاني المقرئ المشهور أحد القراء السبع، كان إمامًا جليلاً في الحديث
والقراءة، واختلف هو وأبو الفرج ابن الجوزي؛ فأبو الفرج ابن الجوزي يقول: إن مسند
أحمد فيه أحاديث موضوعة، وأبو العلاء ينفي هذا ويقول: ليس في المسند أحاديث
موضوعة. كلُّ له اعتبار؛ فابن الجوزي يقصد النوع الأول الذي لم يتعمَّد صاحبه
الوضع، ولا تبين له أنه موضوع، وهذا يوجد في مُسند أحمد كما قال ابن الجوزي، ولكن
ليس فيه حديث موضوع يتعمد صاحبه الوضع والكذب كما قال أبو العلاء، فكل من هذين
العالمين له وجهة وقصد.
فالعلماء قد يروون
الحديث الموضوع في مصنفاتهم؛ ولكنه من الموضوع الذي يتعمد صاحبه الوضع، وإنما أخطأ
فيه عن غير قصد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد