×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 الناس هو الشيطان، فجعلهم يعظمون الحجر، والخشبة، والشجرة والقبر، فالشياطين هي التي تضل الناس، قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٤٠قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ٤١ [سبأ: 40، 41].

قوله: «وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ عُبَّادِ الأَْصْنَامِ يَعْتَقِدُ أَنَّهَا خَلَقَتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ؛ بَلْ إنَّمَا كَانُوا يَتَّخِذُونَهَا شُفَعَاءَ وَوَسَائِطَ»، قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ، وهم يعترفون بهذا، ﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18] أي: يشفعون لنا فقط، هذه حجتهم، وإلا هم يعتقدون أن المخلوق لا يخلق ولا يرزق ولا يقدر على شيء، لكنهم يطلبون منه الوساطة فقط والشفاعة عند الله، فطلبوا الشفاعة من غير وجهها وبغير سببها.

وكثير من القبوريين أو كلهم إذا قيل لهم: هذا شرك، قال: لا، الشرك هو الشرك في الربوبية، أن تعتقد أن أحدًا يخلق أو يرزق مع الله، أما ما نحن عليه، فهذا من باب التوسل، واتخاذ الوسائط بيننا وبين الله ليشفعوا لنا ويقربونا إلى الله زلفى، فهو من التوسل وابتغاء الوسيلة. والوسيلة عندهم هي الواسطة، والجواب عن هذا واضح من القرآن الكريم: قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ، هذا باعترافهم أنه لا يضرهم ولا ينفعهم، ﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، وفي الآية الأخرى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ، هذا كلامهم، فهم أقروا أنهم يعبدونهم ﴿إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]. أما أنهم يخلقون أو يرزقون، فهذا لله عز وجل.


الشرح