قوله: «وَإِنَّمَا يَسْأَلُ
بِالأَْسْبَابِ الَّتِي تُنَاسِبُ إجَابَةَ الدُّعَاءِ، كَمَا تَقَدَّمَ
تَفْصِيلُهُ»، يسأل بالأسباب التي جعلها الله أسبابًا للإجابةِ، كسؤال الله
بأسمائه وصفاته، ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ
ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180] فهي سبب للإجابة، تقول: يا رحمن ارحمني،
يا رزاق ارزقني، يا غفار - أو يا غفور - اغفر لي.
أيضًا يتوسل إليه بالأعمال الصالحة: ﴿رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ ١٩٢رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فََٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَئَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ ١٩٣﴾ [آل عمران: 192، 193] كما توسل أصحاب الغار ([1])، فالتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة مشروع بالكتاب والسنة، وكذلك التوسل إلى الله بالحاجة والفقر إليه سبحانه؛ كما قال أيوب عليه السلام: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾ [الأنبياء: 83]، توسل إلى الله بشيئين: بحاجته وفقره وتضرره بالألم، والشيء الثاني: توسل إلى الله بأسمائه وصفاته، وذلك في قوله: ﴿وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3465)، ومسلم رقم (2743).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد