ولا تدعو مع الله غيره. فتعمل بهذا المعنى وما يقتضيه، فتفرد الله جل وعلا
بالعبادة.
فقوله: «تَحْقِيق» أي: تحقق ما نطقت به بألا
تعبد إلا الله عز وجل، ما قال: التلفظ بـ: لا إله إلا الله؛ بل قال: تحقيق؛ لأن
التلفظ وحده لا يكفي، فلا بدَّ من التحقيق.
قوله: «وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ»،
شهادة أن لا إله إلا الله، هذا هو الأصل الأول: وهو إخلاص العبادة لله، وشهادة أن
محمدًا رسول الله، هذا هو الأصل الثاني، وهو المتابعة وعدم الابتداع، فالذي يشهد
أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب عليه أن يتبعه، فإن كان يشهد أنه رسول الله
ولا يتبعه، وإنما يتبع البدع والمحدثات وما قاله فلان وعلان، فهذا لم يحقق شهادة
أن محمدًا رسول الله؛ لأن تحقيقها يكون بالاقتداء به واتباعه؛ كما قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي
رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ
وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا﴾ [الأحزاب: 21]، فهو القدوة صلى الله عليه وسلم، وقال
تعالى: ﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الحشر: 7]، فلماذا
نلتمس البدع والمحدثات، وما قاله فلان أو ما فعله فلان، ونترك سُنة الرسول صلى
الله عليه وسلم ؟ هذا يخالف شهادة أن محمدًا رسول الله.
قوله: «وَأَوَّلُ ذَلِكَ أَلاَّ تَجْعَلَ مَعَ
اللَّهِ إلَهًا آخَرَ»، هذا الأصل الأول: ألا تجعل مع الله إلهًا آخر؛ أي:
معبودًا آخر.
قوله: «فَلاَ تُحِبُّ مَخْلُوقًا كَمَا تُحِبُّ
اللَّهَ»؛ لأن المحبة التي هي عبادة تكون خالصة لله عز وجل، فلا تحب معه غيره
جل وعلا، قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ
أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ﴾ [البقرة: 165]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد