يعادلون محبة الأصنام بمحبة الله، وهذا هو الشرك الأكبر، فمحبة العبادة يجب
أن تكون خالصة، وهي المحبة التي يكون معها ذلٌّ وانقياد للمحبوب، وهذا لا يكون إلا
لله سبحانه وتعالى، أما أن تحب المخلوق محبة لا تصل إلى أن تكون كمحبة الله، فهذه
محبة طبيعية، فتحب أولادك، وزوجتك، ووالديك، وإخوانك، وأصحابك، هذه محبة طبيعية؛
لأنه ليس معها ذل وانقياد وعبودية؛ إنما هي محبة طبيعية، إمَّا لحاجتك وإما
لشهوتك.
قوله: «وَلاَ تَرْجُوهُ كَمَا تَرْجُو اللَّهَ»،
لا مانع من أن ترجو من أخيك شيئًا وتقول: أرجوك تعمل لي كذا وكذا، فترجوه بما يقدر
عليه؛ أمَّا أن ترجوه في شيءٍ لا يقدر عليه، فهذا رجاء العبادة، ولا يكون إلا لله
سبحانه وتعالى القادر على كل شيء؛ ترجوه أن يشفي مرضًا، وترجوه أن يرزقك، وترجوه
أن يغفر لك، هذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، أمَّا أن ترجو من مخلوقٍ أن يقرضك
مالاً، أو يبيع لك، أو يتصدق عليك، أو يُحسن إليك، فهذا لا بأس به بين الناس.
قوله: «وَلاَ تَخْشَاهُ كَمَا تَخْشَى اللَّهَ»،
كذلك الخشية منها ما هو خاص بالله، وهي الخشية التي معها محبة لمن تخشاه؛ أمَّا
الخشية التي هي الخوف من الأشياء الضارة، كأن تخاف من السبع، أو العدو، أو البرد،
فهذه الخشية طبيعية وخوف طبيعي، وتتخذ الأسباب الواقية منها، ولا مانع من ذلك،
وليست خشية عبادة أو خوف عبادة.
قوله: «وَمَنْ سَوَّى بَيْنَ الْمَخْلُوقِ
وَالْخَالِقِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ عَدَلَ بِاللَّهِ»، مَنْ سوى بين
المخلوق والخالق في المحبة والرجاء والخشية، فقد عدل بالله غيره، وجعل لله شريكًا
في عباداته.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد