قوله: «وَهُوَ
مِنَ الَّذِينَ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» أي: يجعلون معه عديلاً ومساويًا له
سبحانه.
قوله: «وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ يَعْتَقِدُ أَنَّ
اللَّهَ وَحْدَهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ»، نعم، لا يجحد أحد أن
الله هو الخالق الرازق، فتوحيد الربوبية لا أحد يجحده من الخلق، ومن جحده من الخلق
فإنه يجحده في الظاهر كفرعون، وإلا في قرارة نفسه يعلم أنه لا خالق ولا رازق إلا
الله سبحانه وتعالى بالضرورة، فلا أحد يجحد توحيد الربوبية؛ وأمَّا توحيد الألوهية
فكثيرٌ من الناس جحدوه، وصاروا يعبدون مع الله غيره سبحانه وتعالى بالدعاء،
والذبح، والنذر وغير ذلك.
وتوحيد الربوبية
وحده لا يكفي دون توحيد الألوهية، فلا بد من توحيد الألوهية مع توحيد الربوبية،
ولذلك يقولون: إن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية متضمن
لتوحيد الربوبية.
قوله: «فَإِنَّ مُشْرِكِي الْعَرَبِ كَانُوا
مُقِرِّينَ بِأَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ»،
الدليل على أنَّ توحيد الربوبية لا يكفي إلا مع توحيد الألوهية ما ذكره الله عن
المشركين أنهم يقرون بتوحيد الربوبية، قال تعالى: ﴿قُلۡ مَن رَّبُّ
ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ٨٦سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ
أَفَلَا تَتَّقُونَ ٨٧﴾ [المؤمنون: 86، 87]، وقال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ﴾ [لقمان: 25]، وقال
تعالى: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ﴾ [الزخرف: 87].
والآيات في هذا كثيرة، هذا توحيد الربوبية.
لكن إذا أمروا
بتوحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة قالوا: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ
إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ﴾ [ص: 5]، وقال
تعالى: ﴿إِنَّهُمۡ
كَانُوٓاْ إِذَا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد