قِيلَ لَهُمۡ
لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ٣٥وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ
ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ ٣٦﴾ [الصافات: 35، 36]
لأن معنى «لا إله إلا الله»: ترك
عبادة ما سواه، وهم لا يريدون ذلك، هم يقرون الله بالربوبية؛ لكن لا يقرون له
بالألوهية، ويستنكرون هذا ويقولون: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ
إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ﴾ [ص: 5]، ﴿أَئِنَّا
لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ﴾ [الصافات: 36].
يعنون: الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿بَلۡ
جَآءَ بِٱلۡحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾ [الصافات: 37].
كل المرسلين على هذا
يأمرون بتوحيد الألوهية، ويأمرون بإفراد الله بالعبادة، وليس محمد صلى الله عليه
وسلم هو المنفرد بالأمر بتوحيد الألوهية، بل كل الرسل؛ قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن
قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ
أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25].
قوله: «فَإِنَّ مُشْرِكِي الْعَرَبِ كَانُوا
مُقِرِّينَ بِأَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ». كما
ذكر الله ذلك في سورة يونس، والزمر وغيرها، فالقرآن مملوء بتوحيد الألوهية، لا
تكاد سورة تخلو من ذِكر توحيد الألوهية؛ لأن المشركين جحدوه، وذكر توحيد الربوبية
في القرآن إنما هو للاستدلال به على توحيد الألوهية وإلزامهم بذلك، كيف تقرون أن
الخالق الرازق المحيي المميت، وأن أحدًا لا يخلق ولا يرزق، ومع هذا تعبدون معه
غيره مما لا يخلق ولا يرزق؟ قال تعالى: ﴿أَفَمَن
يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 17].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد