وَكَانُوا مَعَ ذَلِكَ
مُشْرِكِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى، قال تعالى: ﴿أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ
أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ﴾ [الأنعام: 19]،
وقال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ
مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ﴾ [البقرة: 165]، فَصَارُوا
مُشْرِكِينَ لأَِنَّهُمْ أَحَبُّوهُمْ كَحُبِّهِ، لاَ أَنَّهُمْ قَالُوا: إنَّ
آلِهَتَهُمْ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ؛ كَمَا قال تعالى: ﴿أَمۡ
جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَيۡهِمۡۚ﴾ [الرعد: 16].
وَهَذَا
اسْتِفْهَامُ إنْكَارٍ بِمَعْنَى النَّفْيِ؛ أَيْ: مَا جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ
خَلَقُوا كَخَلْقِهِ، فَإِنَّهُمْ مُقِرُّونَ أَنَّ آلِهَتَهُمْ لَمْ يَخْلُقُوا
كَخَلْقِهِ، وَإِنَّمَا كَانُوا يَجْعَلُونَهُمْ شُفَعَاءَ وَوَسَائِطَ، قال
تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ
فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا
يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18]، وقال صَاحِبُ يس: ﴿وَمَا
لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٢٢ءَأَتَّخِذُ مِن
دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً إِن يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَٰنُ بِضُرّٖ لَّا تُغۡنِ عَنِّي شَفَٰعَتُهُمۡ
شَيۡٔٗا وَلَا يُنقِذُونِ ٢٣إِنِّيٓ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٢٤إِنِّيٓ
ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ ٢٥﴾ [يس: 22- 25].
****
الشرح
قوله: «وَكَانُوا مَعَ ذَلِكَ مُشْرِكِينَ
يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى»، كانوا مع إقرارهم بتوحيد الربوبية
مشركين مع الألوهية يدعون مع الله آلهة أخرى، ويعترفون لله بتوحيد الربوبية.
قال تعالى: ﴿أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ
أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ
إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَإِنَّنِي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام: 19]، هم
يشهدون أن مع الله آلهة أخرى، لكن لا يشهدون أن مع الله ربًّا آخر، ما قالوا: إن
أحدًا خلق شيئًا من السماء أو الأرض أو البحار، ما قالوا هذا، وإنما يعترفون بأن
الله هو الخالق وحده.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد