وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ
مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ﴾ [البقرة: 165]؛ لأن هؤلاء
يحبون الله، لكنهم يحبون معه غيره، فصاروا مشركين، والذين آمنوا يحبون الله وحده
ولا يحبون معه غيره، ﴿وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ﴾ من محبة المشركين لله،
فصاروا مخلصين له في المحبة.
قوله: «فَصَارُوا مُشْرِكِينَ لأَِنَّهُمْ
أَحَبُّوهُمْ كَحُبِّهِ، لاَ أَنَّهُمْ قَالُوا: إنَّ آلِهَتَهُمْ خَلَقُوا
كَخَلْقِهِ». ما أحد من المشركين - لا الأولين ولا الآخرين ولا المعاصرين في
جميع العالم - يدعون أن آلهتهم ومعبوداتهم خلقت شيئًا من السماء والأرض: ﴿أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ
مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ﴾ [فاطر: 40]، تحداهم
فلم يجيبوا، ما قالوا: الجبل الفلاني، أو البحر الفلاني هذا خلقه فلان أو علان، ما
قالوا هذا، بل انقطعوا، والتحدي باق إلى يوم القيامة. هؤلاء الذين يعبدون القبور
والأضرحة والصور والتماثيل، يتحداهم القرآن أن تكون هذه الأشياء خلقت شيئًا من هذا
الكون، ولا يمكن أن يقولوا هذا أو ذاك من خلقهم.
قوله: «وَهَذَا اسْتِفْهَامُ إنْكَارٍ بِمَعْنَى
النَّفْيِ؛ أَيْ: مَا جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ»، ما
جعلوا له شركاء في الخلق، وإنما جعلوا له شركاء في العبادة، وهذا من التناقض
العجيب.
قوله تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ﴾، ما يملك لهم ضرًّا أو نفعًا إلا ما قدره الله سبحانه وتعالى، فما حجتهم أو شبهتهم؟ ﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18] يشفعون لنا عند الله، فهم يعبدونهم لأجل ذلك ويقولون: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، أقروا أنهم يعبدونهم، فهذه حجتهم أنهم اتخذوهم وسائط بينهم وبين الله في قضاء حاجاتهم، فالله أبطل هذا بقوله:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد