×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

﴿قُلۡ أَتُنَبِّ‍ُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ، الله جل وعلا لم يعلم له شريكًا، وما لم يعلمه الله فهو مستحيل، فالله جل وعلا ينفي أن يكون له شريك في خلقه أو عبادته، وأنتم تدعون شريكًا لله لا يعلمه، فقوله: ﴿قُلۡ أَتُنَبِّ‍ُٔونَ ٱللَّهَ أي: تخبرونه ﴿بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ، وهذا مستحيل؛ لأن الله جل وعلا يعلم كل شيء، ﴿سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [يونس: 18]: نزَّه نفسه عن هذا الفعل، ووصفهم بالشرك، وهم يقولون: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3].

قوله: «وقال صَاحِبُ يس» أي: الذي ذَكَره الله في سورة يس، من أهل القرية التي جاءها المرسلون، ودعوهم إلى الله وإلى توحيد الله، فاستكبروا وأبوا، قال تعالى: ﴿وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ أي: يسرع، ﴿وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٢٠ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسۡ‍َٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ ٢١وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٢٢ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً إِن يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَٰنُ بِضُرّٖ لَّا تُغۡنِ عَنِّي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يُنقِذُونِ ٢٣إِنِّيٓ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٢٤إِنِّيٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ ٢٥قِيلَ ٱدۡخُلِ ٱلۡجَنَّةَۖ قَالَ يَٰلَيۡتَ قَوۡمِي يَعۡلَمُونَ ٢٦، قتلوه، فأدخله الله الجنة، ﴿قِيلَ ٱدۡخُلِ ٱلۡجَنَّةَۖ قَالَ يَٰلَيۡتَ قَوۡمِي يَعۡلَمُونَ ٢٦ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ ٢٧۞ [يس: 20- 27]، قال الله جل وعلا: ﴿وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِن جُندٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ٢٨إِن كَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَإِذَا هُمۡ خَٰمِدُونَ ٢٩ [يس: 28- 29]، صاح بهم الملك صيحة واحدة صاعقة قطعت قلوبهم، وما احتاجوا إلى جيوش، ومدرعات، وطائرات، ودبابات، بل صيحة واحدة، فإذا هم خامدون عن آخرهم، حتى ما هي بصيحات متعددة؛ إنما صيحة واحدة قضتْ عليهم، نسأل الله العافية.


الشرح