قوله: «وَكَذَلِكَ عَلِمَ
الصَّحَابَةُ أَنَّ التَّوَسُّلَ بِهِ إنَّمَا هُوَ التَّوَسُّلُ بِالإِْيمَانِ
بِهِ وَطَاعَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَمُوَالاَتِهِ». التوسل بالنبي صلى الله عليه
وسلم على قسمين:
توسل ممنوع: هو
التوسل بذاته، والإقسام به على الله؛ كأن يقال: أسألك بنبيك، بجاه نبيك، بحق نبيك،
كل هذا لا يجوز؛ لأنه إقسام على الله بالمخلوق، والحلف بالمخلوق لا يجوز بين
الناس، فكيف يجوز الإقسام على الله بالمخلوق؟ هذا شرك؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ حلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ
أَوْ أَشْرَكَ» ([1]). فالتوسل بذات
النبي صلى الله عليه وسلم، أو بجاهه، أو بحقه لا يجوز.
أمَّا القسم الثاني:
فهو التوسل بالإيمان به، ومحبته، وطاعته، فهذا توسل جائز في حياته وبعد موته صلى
الله عليه وسلم: ﴿رَبَّنَآ
ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]،
هذا يجوز في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد موته، وأمَّا التوسل بدعائه فيجوز
في حياته صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز بعد موته.
قوله: «إنَّمَا هُوَ التَّوَسُّلُ بِالإِْيمَانِ
بِهِ وَطَاعَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَمُوَالاَتِهِ»، الإيمان به، ومحبته، وطاعته،
يجوز التوسل به في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد موته، لا يمنع من هذا أحد؛
لأن توسل المسلم بأعماله الصالحة مشروع، وهذا منها: اتباع الرسول، وطاعة الرسول،
ومحبة الرسول، هذا عملك أنت يجوز أن تتوسل به إلى الله سبحانه وتعالى.
قوله: «أَوِ التَّوَسُّلُ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ»، هذا في حياته صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الآخرة، يتوسل به يوم كان حيًّا على وجه الأرض، ويتوسل به إذا بعث الله الناس يوم القيامة، فيطلبون منه الشفاعة صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3251)، والترمذي رقم (1535)، وأحمد رقم (6072).
الصفحة 2 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد