قوله: «فَإِنَّ الصَّلاَةَ عَلَيْهِ مَنْ أَعْظَمِ الْوَسَائِلِ الَّتِي بِهَا يُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ»، أمر الله بها، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56] فالله يصلي على رسوله، والملائكة تصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم، والمؤمنون يصلون على الرسول صلى الله عليه وسلم، فما معنى الصلاة في هذا؟ قيل: الصلاة من الله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، وصلاة الملائكة الاستغفار له، وصلاة الآدميين عليه الدعاء له صلى الله عليه وسلم، وهذا دائمًا وأبدًا في حياته، وبعد موته صلى الله عليه وسلم، وهي وسيلة لقبول الدعاء، فلماذا يعدل عنها إلى شيء لم يشرعه الله ورسوله؟ لكن شياطين الإنس والجن يريدون صرف الناس عن الحق إلى الباطل دائمًا وأبدًا، فهو صلى الله عليه وسلم لما مات لم يبق إلا التوسل باتباعه وطاعته ومحبته والصلاة والسلام عليه، هذا هو التوسل المستمر الذي لم ينقطع بوفاته صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد