×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» ([1])، وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَدْعُو فِي صَلاَتِهِ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «عَجَّلَ هَذَا»، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ - أَوْ لِغَيْرِهِ -: «إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِحَمْدِ رَبِّهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدَهُ بِمَا شَاءَ» ([2])، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ - وَهَذَا لَفْظُهُ - وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ، وقال التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ» ([3]).

****

الشرح

قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا»؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرة صلى الله عليه بها عشرًا.

قوله صلى الله عليه وسلم: «إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ» أي: دعا؛ لأن الصلاة تطلق ويراد بها الدعاء، وتطلق ويراد بها: العبادة المبتدأة بالتكبير والمختتمة بالتسليم، هذه الصلاة في الشرع، أما لغة فالصلاة الدعاء، «فَلْيَبْدَأْ بِحَمْدِ رَبِّهِ» هذا من آداب الدعاء أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (384).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1481)، والترمذي رقم (3477)، والنسائي رقم (1284).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (384).