«ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ يَدْعُو
بَعْدَهُ بِمَا شَاءَ»، فيأتي بالحمد والصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم في أول الدعاء، ثم يدعو، فهذا من أسباب الإجابة، وهذا
الرجل عجل ولم يحمد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من العجلة
وعدم الإتمام، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه، وهذا فيه تعليم الجاهل.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «إذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ
فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ...»، أرشد النبي صلى الله عليه وسلم مَن سمع
المؤذن للصلاة أن يقول مثلما يقول المؤذن في ألفاظ الأذان، فإذا فرغ الأذان يصلي
على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو الله له بالوسيلة، وهي قصر أو منزلة في
الجنة لا ينالها إلا من له فضل عند الله جل وعلا ومكانة، فالنبي صلى الله عليه
وسلم يرجو أن يكون هو ذلك الذي تكون له الوسيلة. والقصد من قول هذا الدعاء:
أولاً: محبة الرسول صلى
الله عليه وسلم والدعاء له بما يجب.
ثانيًا: المصلحة لك في هذا؛
لأنك إذا فعلت هذا حلت لك شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فالفضل يعود
إليك، والرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن ينفعك بهذا.
فالحاصل: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب القبول، ولهذا يبدأ الدعاء بعد الأذان بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد