وَفِي سُنَنِ أَبِي
دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ
الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْت سَلْ تُعْطه» ([1]).
****
الشرح
لا شك أنَّ الأذان
له فضل عظيم؛ لأنه يشتمل على توحيد الله جل وعلا، وعلى الشهادة لله بالوحدانية،
وللرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وفيه دعوة إلى الصلاة والفلاح، ويختم بلا
إله إلا الله، فهو ذِكر عظيم يُعْلَن على أرفع صوت وأعلى مكان، فالمؤذن له أجر
عظيم، ويشهد له كل ما بلغ صوته من الأرض يوم القيامة، ويكون المؤذنون يوم القيامة
أطول الناس أعناقًا ([2])، فالأذان فيه فضل
عظيم، والله جل وعلا قال: ﴿وَمَنۡ
أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ
إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [فصلت: 33] قالوا: هذه في المؤذنين.
لذلك قال بعض الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم: «إنَّ المُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا»؛ لأن أجرهم بالأذان كثير. وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الأذان أفضل من الإمامة في الصلاة؛ مما يدل على مكانة الأذان وفضله، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد السائل إلى أن يتابع المؤذن في ألفاظه، ثم يأتي بالدعاء بعد الأذان، وبذلك يدرك الفضيلة، فإذا أتى بمثل ما يقول وأجابه وتابعه؛ حصل على الأجر مثلما يحصل عليه المؤذنُ، وهذا فيه فضل متابعة المؤذنين، وأنه إذا بدأ الأذان والإنسان في قراءةٍ أو في
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (524)، والنسائي رقم في الكبرى رقم (9789).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد