فالخضر ماتَ كما يموت غيره من البشر، وإنما الذي يأتيهم يدَّعي أنه الخضر
شيطان يتمثَّل لهم، ويقول: أنا الخضر، كما أن الشياطينَ تأتي القبوريين وتقول لهم:
أنا الوليُّ الفلاني، وأنا بلغتُ حاجتك لله، وإنها قُضيت! فالشياطين يعملون هذا
الشيء مع بني آدم ليضلوهم، ويظنون أنهم ملائكة، أو أنهم أولياء انبعثوا من قبورهم،
وخاطبوا هؤلاء الخرافيين. فالخضر ماتَ، والذي يأتيهم ويدعي أنه الخضر هذا شيطان
يريد أن يضلهم ويلبس عليهم.
وبالمناسبة فإنَّ
شيخ الإسلام رحمه الله له رسالة في موت الخضر في «مجموع الفتاوى»، وقد جعل فيه رسالة أخرى منسوبة للشيخ تقول: إنه يرى
حياة الخضر، ولكن هذه الرسالة لا صحة في نسبتها إلىه.
قوله: «فَإِنَّ خَضِرَ مُوسَى مَاتَ كَمَا بُيِّنَ
هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ». يوجد في «مجموع الفتاوى» رسالة فيها إثبات موت الخضر، والرد على مَن يقول: إنه
حيٌّ.
قوله: «وَالْخَضِرُ الَّذِي يَأْتِي كَثِيرًا مِنَ
النَّاسِ إنَّمَا هُوَ جِنِّيٌّ تَصَوَّرَ بِصُورَةِ إنْسِيٍّ، أَوْ إنْسِيٌّ
كَذَّابٌ». إمَّا أنه جني يتصور بصورة الإنسي، أو أنه إنسي كذَّاب يأتي لواحدٍ
لا يعرفه ويقول له: أنا الخضر، وأثبت لك، وأنا كذا وكذا، فيغتر ويظن أنه الخضر،
وهو إمَّا أنه من شياطين الإنس، أو من شياطين الجنِّ.
قوله: «وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَلَكًا مَعَ قَوْلِهِ: أَنَا الْخَضِرُ، فَإِنَّ
الْمَلَكَ لاَ يكْذِبُ؛ إِنَّمَا يَكْذِبُ الْجِنِّيُّ وَالإِْنْسِيُّ»، لا
يجوز أن يكون هذا الذي أتاه ملك من الملائكة، ويقول له: أنا الخضر؛ فالملك لا
يقول: أنا الخضر؛ لأن هذا كذب، والخضر من بني آدم، والمَلكُ من الملائكة،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد