فلا يمكن أن يكذب الملك ويقول: أنا الخضر، إنما هذا من الشياطين.
قوله: «وَأَنَا أَعْرَفُ مِمَّنْ أَتَاهُ الْخَضِرُ
وَكَانَ جِنِّيًّا مِمَّا يَطُولُ ذِكْرُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ»، الشيخ
رحمه الله يقول: أنا أعرف أُناسًا اغتروا ويقولون: نحن جاءنا الخضر، والخضر لا
يمكن أن يكون باقيًا، ومَن يأتيهم ليس هو الخضر المعروف في وقت موسى عليه السلام،
وإنما هذا مُدَّع، فإما أن يكون من شياطين الجنِّ، أو يكون من شياطين الإنس، فلا
يغتر بهذا، هذه قضية الكلام في الخضر، وهل حي أو ميت؟
قوله: «وَكَانَ الصَّحَابَةُ أَعْلَمَ مِنْ أَنْ
يَرُوجَ عليهمْ هَذَا التَّلْبِيسُ». أن يأتيهم أحدٌ ويقول: أنا الخضر،
ويصدقون هذا الشيء، ليس فيهم مَن أتاه الخضر أبدًا؛ فدلَّ على أن هذه خرافة باطلة.
قوله: «وَكَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مَنْ
حَمَلَتْهُ الْجِنُّ إلَى مَكَّةَ، وَذَهَبَتْ بِهِ إلَى عَرَفَاتٍ لِيَقِفَ
بِهَا، كَمَا فَعَلَتْ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ مِنَ الْجُهَّالِ وَالْعُبَّادِ
وَغَيْرِهِمْ». لم يكن في الصحابة مَن تخدمه الجن، وتحمله إلى مكة يوم عرفة،
ويحج مع الناس، ثم يرجعونه إلى بلده، أو مَن يقول: أنا أصلي بالمسجد الحرام، ويأتي
من بعيدٍ وقت الصلاة، فالصحابة مع أنهم أفضل القرون ليس من حصل له هذا، وإنما هذا
حصل للخرافيين الذين يتقربون إلى الجنِّ بما يحبون، فالجن يخدمونهم، ويحملونهم في
الهواء، ويطيرون بهم، وليست هذه كرامة من كرامات الأولياء، وإنما هذه من الخوارق
الشيطانية، كما في كتاب «الفرقان بين
أولياء الرحمن وأولياء الشيطان».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد