وفي رواية: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، ولهذا لما قال
اليهود: ﴿لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ
إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ﴾ [البقرة: 111] قال
الله تعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ
أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾ هذا هو الإخلاص، ﴿وَهُوَ
مُحۡسِنٞ﴾ [البقرة: 112] أي: متبع للرسول صلى الله عليه وسلم،
فهؤلاء هم أهل الجنة. قال تعالى: هذان الأصلان: إسلام الوجه وهو إخلاص لله، واتباع
ملة إبراهيم التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك فهو إما الشرك وإما
البدع، وكلها مردودة.
قوله: «وَهَذَانِ هُمَا حَقِيقَةُ قَوْلِنَا:
أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ». الإخلاص هو معنى أشهد أن لا إله إلا الله، والمتابعة معنى أشهد
أن محمدًا عبده ورسوله.
قوله: «وَاللَّهُ عز وجل لَهُ حَقٌّ لاَ يَشْرَكُهُ
فِيهِ غَيْرُهُ». الله جل وعلا له حق وهو إفراده بالعبادة، قال صلى الله عليه
وسلم: «حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ
أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ العبادِ عَلَى اللهِ
أَلاَّ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِك بِهِ شَيْئًا» ([2])، والرسول صلى الله
عليه وسلم له حق.
قوله: «فَالْحَلاَلُ مَا حَلَّلَهُ، وَالْحَرَامُ
مَا حَرَّمَهُ، وَالدِّينُ مَا شَرَعَهُ». الحلال ما حلله الرسول صلى الله
عليه وسلم، والحرام ما حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم، والدين، أي: والعبادة ما
شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم وَاسِطَةٌ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ...». الرسول صلى الله عليه وسلم مبلِّغ عن الله ما شرعه لعباده، فهو واسطة بين الخلق وبين الله في تبليغ الرسالة، وليس واسطة بين الله وبين الخلق في قضاء الحاجات وتفريج الكربات، كما عليه القبوريون، فشيخ الإسلام يقول: هناك واسطة مَن أنكرها كفر؛ وهي الواسطة في تبليغ الرسالة، وهناك واسطة مَن أثبتها كفر؛ وهي جعل الواسطة بين العبد وبين الله في قضاء حوائجه.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد