وَأَمَّا فِي إجَابَةِ
الدُّعَاءِ وَكَشْفِ الْبَلاَءِ وَالْهِدَايَةِ وَالإِْغْنَاءِ، فَاللَّهُ تعالى
هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ كَلاَمَهُمْ وَيَرَى مَكَانَهُمْ وَيَعْلَمُ سِرَّهُمْ
وَنَجْوَاهُمْ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَادِرٌ عَلَى إنْزَالِ النِّعَمِ وَإِزَالَةِ
الضُّرِّ وَالْقَسَمِ مِنْ غَيْرِ احْتِيَاجٍ مِنْهُ إلَى أَنْ يُعَرِّفَهُ أَحَدٌ
أَحْوَالَ عِبَادِهِ أَوْ يُعِينَهُ عَلَى قَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ.
وَالأَْسْبَابُ
الَّتِي بِهَا يَحْصُلُ ذَلِكَ هُوَ خَلَقَهَا وَيَسَّرَهَا؛ فَهُوَ مُسَبِّبُ
الأَْسْبَابِ، وَهُوَ الأَْحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. ﴿يَسَۡٔلُهُۥ
مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ﴾ [الرحمن: 29]،
فَأَهْلُ السَّمَاوَاتِ يَسْأَلُونَهُ، وَأَهْلُ الأَْرْضِ يَسْأَلُونَهُ، وَهُوَ
سُبْحَانَهُ لاَ يَشْغَلُهُ سَمْعُ كَلاَمِ هَذَا عَنْ سَمْعِ كَلاَمِ هَذَا،
وَلاَ يُغْلِطُهُ اخْتِلاَفُ أَصْوَاتِهِمْ وَلُغَاتِهِمْ، بَلْ يَسْمَعُ ضَجِيجَ
الأَْصْوَاتِ بِاخْتِلاَفِ اللُّغَاتِ عَلَى تَفَنُّنِ الْحَاجَاتِ، وَلاَ
يُبْرِمُهُ إلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ؛ بَلْ يُحِبُّ الإِْلْحَاحَ فِي الدُّعَاءِ.
****
الشرح
قوله: «وَأَمَّا فِي إجَابَةِ الدُّعَاءِ وَكَشْفِ
الْبَلاَءِ وَالْهِدَايَةِ وَالإِْغْنَاءِ، فَاللَّهُ تعالى هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ
كَلاَمَهُمْ...»، هذا معنى واسطة من أثبتها كفر، فالذي يزعم أن الله لا يسمع
دعاءنا ولا يستجيب إلا بواسطة تبلغه ذلك وتشفع عنده، وأثبت هذه الواسطة، فقد كفر.
قوله: «وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَادِرٌ عَلَى إنْزَالِ
النِّعَمِ وَإِزَالَةِ الضُّرِّ وَالْقَسَمِ، مِنْ غَيْرِ احْتِيَاجٍ مِنْهُ إلَى
أَنْ يُعَرِّفَهُ أَحَدٌ أَحْوَالَ عِبَادِهِ». هذا رد للواسطة بين الخلق وبين
الله في قضاء الحوائج، كما عليه القبوريون والمشركون.
قوله: «أَوْ يُعِينَهُ عَلَى قَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ»، لهذا قال جل وعلا: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [يونس: 18]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد