هل الله في حاجة إلى أن يبلغ حوائج عباده، وهو لا يدري عنها ولا يعلمها؟
قوله: «وَالأَْسْبَابُ الَّتِي بِهَا يَحْصُلُ
ذَلِكَ هُوَ خَلَقَهَا وَيَسَّرَهَا». إذا يسر الله لك رزقًا على يد إنسان، أو
حل لك مشكلة على يد إنسان، فإنما هو سبب وليس واسطة، فالله خلق الأسباب ومسبباتها،
فهو سبب وليس واسطة.
قوله: «فَهُوَ مُسَبِّبُ الأَْسْبَابِ، وَهُوَ
الأَْحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُوًا أَحَدٌ». هذا معنى سورة الإخلاص، هذه السورة فيها نفي وإثبات: «الأَْحَدُ الصَّمَدُ» هذا إثبات، ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣وَلَمۡ
يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾ [الإخلاص: 3- 4] نفي أن يماثله أحد من خلقه.
قال تعالى: ﴿يَسَۡٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [الرحمن: 29]، أهل السماوات والأرض كلهم يسألون الله:
الملائكة، والرسل، والأنبياء، والصالحين، كل العباد يسألون الله جل وعلا فقراء
إليه، ﴿كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي
شَأۡنٖ﴾ [الرحمن: 29] يقضي حوائج عباده، ولا تغلطه كثرة
المسائل، أو تنقص ما عنده من الخزائن.
قوله: «فَأَهْلُ السَّمَاوَاتِ يَسْأَلُونَهُ
وَأَهْلُ الأَْرْضِ يَسْأَلُونَهُ». أهل السماوات وأهل الأرض يسألونه في لحظةٍ
واحدةٍ، ويسمعهم كلهم، ولا تختلف عليه لغاتهم، ولا تلتبس عليه حوائجهم.
قوله: «وَهُوَ سُبْحَانَهُ لاَ يَشْغَلُهُ سَمْعُ كَلاَمِ هَذَا عَنْ سَمْعِ كَلاَمِ هَذَا»، يسمع الجميع، ولا يلتبس عليه كثرة السؤالات أو تختلط عليه، بل يسمعها ويعطي ويجيب من سأله على اختلاف حوائجهم، ولا ينقص ذلك من ملكه وخزائنه شيئًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد