لكن الإنسان إذا أراد أن يدعو فإنه يتحرى الأدعية الشرعية الواردة في
الكتاب والسنة، ولا يدعو بأدعية مبتدعة، أو أدعية فيها شرك، فإن الله جل وعلا لم
يشرع هذا، بل نهى عنه، فيعتني الإنسان بالدعاء، ويتحرى موافقة الكتاب والسنة،
ويحذر من الأدعية الملفقة المبتدعة التي تشتمل عليها بعض الكتب، أو بعض المناسك
التي لم تصدر عن علماء محققين، فهذا أمر مهم جدًّا، وهو باب الدعاء وتحري الأدعية
المشروعة وتجنب الأدعية المبتدعة.
قوله: «وَأَنَّهُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ
صِرَاطُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا»، هؤلاء يدعون
الله بالأدعية الشرعية الواردة في الكتاب والسنة، «الذين أنعم عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين» بخلاف
المخرفين والمبتدعة، فإنهم يخترعون أدعية ما أنزل الله بها من سلطان، ويدخلون فيها
بدعًا محدثات، كالتوسل بالمخلوق إلى الله سبحانه وتعالى كما سبق.
قوله: «الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ صِرَاطُ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا»، كنْ مع هؤلاء؛
لأنهم أحسن الرفيق، ولا تكن مع المبتدعة؛ لأنهم أسوأ رفيق.
وهذا الحديث الذي
ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذَا كَانَتْ لَكُمْ حَاجَةٌ فَاسْأَلُوا اللَّهَ بِجَاهِي»، حديث
باطل مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه شيء من كتاب السنة.
قوله: «لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلاَ هُوَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ»، ذكرنا فيما سبق أن الأنبياء لهم جاه عند الله، وأعظمهم جاهًا محمد صلى الله عليه وسلم، لكن الله لم يشرع لنا أن نسأله بجاه أحد، والدعاء
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد